الجمعة، 22 يوليو 2011

الثوار يهيمنون على معقل قبيلة الزعيم الليبي بمصر ويعدون لـ«تحرير» سرت

العقيد العبيدي لـ «الشرق الأوسط»: معركة فاصلة قريبا بمسقط رأس القذافي

الفيوم (مصر): عمرو أحمد
بعد أشهر من إرسال المراسيل والوفود، ومحاولات الاستقطاب من جانب نظام العقيد الليبي معمر القذافي، تمكن ثوار ليبيا من الهيمنة على معقل قبيلة الزعيم الليبي بمصر، الواقعة في عدة تجمعات جنوب وغرب القاهرة، فيما يعدون، في داخل ليبيا لـ«تحرير» مدينة سرت، مسقط رأس القذافي. وقال العقيد طيار صالح منصور العبيدي، عضو الوفد الليبي المعارض، الذي يزور حاليا محافظة الفيوم جنوب العاصمة المصرية: خلال أيام ستكون معركة فاصلة في منطقة البريقة لتحرير مسقط رأس القذافي في سرت، التي تعتبر محطة استراتيجية لوصول الثوار إلى طرابلس.

وتعتبر الفيوم من أكبر المحافظات المصرية التي يتركز فيها أبناء القبائل العربية التي لها امتداد داخل مصر وليبيا، مثلها مثل محافظات مطروح والبحيرة والفيوم والمنيا وعدة محافظات أخرى في صعيد مصر، ومنها قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي. ومنذ اندلاع ثورة «17 فبراير» المناهضة للحكم في طرابلس، حاول نظام القذافي استقطاب أبناء هذه القبائل لمناصرة النظام عدة مرات دون جدوى.

وفي مؤتمر عقد بالفيوم الليلة قبل الماضية، أعلن 7 قبائل بمصر–ممن لها امتداد كبير في ليبيا–الاعتراف بالمجلس الانتقالي، وثورة «17 فبراير» التي تدعو لإسقاط حكم القذافي. كما اعترفت معظم قبائل محافظة الفيوم بالثورة الليبية خلال اجتماع لممثليها مع الوفد المبعوث من المجلس الانتقالي ببنغازي الذي يرأسه مصطفى عبد الجليل.

وخلال المؤتمر الشعبي الذي عقدته تلك القبائل في محافظة الفيوم مع الوفد الليبي المعارض، وقف مشايخ وعمد ما لا يقل عن 7 قبائل عربية تتركز في مصر ولها امتداد كبير داخل ليبيا، دقيقة حدادا على أرواح «شهداء» الثورة الذين يكافحون من أجل إسقاط حكم القذافي.

وشارك في المؤتمر مشايخ الكثير من القبائل، منها «الحرابي» و«فايد» و«نحاسة» و«العبيدات» و«البراعصة» و«سمالوس» و«الأدارسة». وأعلن قادة هذه القبائل الاعتراف بالثورة الليبية وبالمجلس الانتقالي، وتقديم يد العون لـ«امتدادها القبلي في ليبيا الذي يعاني من حصار وقصف من قبل النظام الحاكم في طرابلس»، قائلة إنها ستدعم الثور «ماديا ومعنويا» من أجل إسقاط حكم القذافي. ولم يكن لفرع قبيلة القذاذفة بمحافظة الفيوم، التي يؤيد جزء منها القذافي، أي ظهور في المؤتمر.

وضم وفد المجلس الانتقالي الليبي إلى الفيوم، الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر جنوب القاهرة 15 شخصية من قادة المعارضة، وممثلين عن المجلس الذين قدموا إلى مصر للتأكيد على مدى التلاحم بين الشعب الليبي والقبائل العربية المصرية التي لها امتداد في ليبيا، خاصة بعد مزاعم للتلفزيون الرسمي الليبي قال فيها إن هذه القبائل تؤيد العقيد القذافي، ولا تدعم ثورة «17 فبراير».

وقال خير الله محمود، رئيس الوفد المبعوث من المجلس الانتقالي الليبي: «جئنا إلى مصر لشكر الحكومة والقبائل العربية في جميع أنحاء مصر على موقفهم المشرف تجاه الثورة الليبية، واعترافهم بالمجلس الانتقالي الليبي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كلفنا من المجلس الانتقالي الليبي بزيارة كل القبائل العربية في مصر بداية من مرسى مطروح إلى صعيد مصر، ودعوتهم لحضور ملتقى القبائل العربية في منطقة الجبل الأخضر وزيارة المدن التي سيطر عليها الثوار في ليبيا».

وعن الوضع الحالي في ليبيا، أوضح محمود أن جميع المدن الليبية سواء المحررة أو غير المحررة، بها ثورة ضد نظام القذافي، لكن المدن غير المحررة تطوقها كتائب القذافي والمرتزقة. وأضاف «بقي القليل على إسقاط حكم القذافي، وهو الآن يبحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق الذي وضع نفسه فيه، ولأننا شعب مسالم فإننا نريد سرعة رحيله لإيقاف نزف الدماء».

وقام الوفد الليبي خلال اليومين الماضيين بزيارة معاقل للقبائل العربية غرب مصر، وذلك في مدن مرسى مطروح وسيوة، وأخيرا الفيوم. ويعتزم الوفد الليبي أيضا زيارة عدة مدن أخرى بالصعيد، لدعوة القبائل العربية بمصر لزيارة الأراضي الليبية التي سيطر عليها الثوار.

ومن جانبه، قال عضو الوفد الليبي العقيد طيار صالح منصور العبيدي، وهو أول ضابط ينشق عن النظام الليبي وينضم للثوار، إن القذافي كان قلقا تجاه ولاء المنطقة الشرقية للبلاد لنظام حكمه، منذ نحو عشرين عاما، وهذا ما جعله لا يسلحها بقوة، مما أدى إلى نقص السلاح لدى الثوار منذ بداية ثورة «17 فبراير»، لكنه قال إن الثوار يثبتون يوما بعد يوم نجاحهم، إضافة إلى وجود انشقاقات بين صفوف قوات القذافي، وزاد قائلا إنه خلال أيام «ستكون هناك معركة فاصلة في منطقة البريقة لتحرير مدينه سرت، مسقط رأس القذافي التي قطعت عنها الإمدادات العسكرية».

ووصف عضو الوفد الليبي الدكتور عبد الناصر شماطة، أستاذ علم الاجتماع في إحدى الجامعات الليبية، بأن كل المؤشرات في ليبيا توضح أن إسقاط النظام سيكون خلال وقت قريب جدا خاصة بعد أن أصبحت كل القوى والتيارات السياسية داخل ليبيا وعلى مستوى العالم ضد القذافي وتدعم بقوة الثورة الليبية، كما أن هناك انشقاقات بين قوات القذافي تحدث يوما بعد يوم.

من جهته، أكد الدكتور عبد المنعم الحر، أستاذ القانون الدولي في جامعة القاهرة وأحد ممثلي المجلس الانتقالي الليبي بمصر، أن أحد أسباب زيارة الوفد الليبي المعارض ترجع إلى ظهور أشخاص على بعض قنوات التلفزيون يتحدثون بلسان القبائل، ويعلنون تأييدهم للقذافي «فجئنا لتكذيب هذا الكلام ولنؤكد على مدى التحام إخواننا الموجودين في الساحة المصرية ممن لهم امتداد قبلي في ليبيا».

وأضاف الدكتور الحر أن النظام الليبي فقد شرعيته منذ الأيام الأولى للثورة، وأصبح معزولا داخليا وخارجيا، وأن القذافي لم يعد يمثل إلا نفسه، لكنه أشار إلى أن الاعتراف القانوني بالثورة لا يتم إلا بإسقاط العاصمة أو سيطرة الثوار عليها.

وتابع الحر قائلا «نحن نرحب بأي مبادرة من إخواننا العرب إذا نصت على خروج المرتزقة وعودة قوات الكتائب الأمنية، التي تسببت في خراب البلاد، إلى معسكراتها، وأن تفك الحصار عن المدن وأن يرحل القذافي، وإذا تم القبض عليه فسيحاكم في محكمة وطنية ليبية، ولا يحاكم في المحاكم الدولية لأنها لا تجيز حكم الإعدام».

وأشار ياسين السمالوسي، رئيس اتحاد الثوار العرب إلى أن تأييد القبائل العربية في مصر للثورة في ليبيا يعطي الثورة الليبية دافعا وحافزا كبيرا لتحقيق نجاح الثورة. وأضاف «القبائل العربية تدعم الثورة الليبية ليس لأنهم أولاد عمومة وتربطهم علاقات قرابة منذ أكثر من 300 عام، ولكن لأن الشعب الليبي له مطالب مشروعة، فالشعب الليبي كان مسلوب الإرادة والحرية قبل قيام ثورة 17 فبراير. ليس هذا فقط بل القبائل العربية تدعم جميع الثورات العربية في المنطقة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق