الثلاثاء، 19 يوليو 2011


مصر: مشكلات الإعلام تلاحق رئيس الوزراء

رئيس الإذاعة والتلفزيون: استبعاد الصحافيين ليس موقفا شخصيا

القاهرة: عمرو أحمد
تلاحقت المشكلات المتعلقة بملف الإعلام المصري، لتشكل بوادر أزمة حقيقية أمام رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف.. ما بين اعتصامات لبعض العاملين في مبنى الإذاعة والتلفزيون، إلى استبعاد لبعض مقدمي البرامج الجماهيرية، ودعوات لتظاهرات الجمعة القادمة للمطالبة بإقالة عدد من القيادات الإعلامية والصحافية. وفي الوقت الذي دعا فيه ائتلاف شباب الثورة إلى مليونية جديدة يوم الجمعة المقبل تحت شعار «جمعة إنقاذ الثورة»، حيث ضمّن الائتلاف في بيانه عدة مطالب رئيسية، منها ما قال إنه «تحرير مبنى الإذاعة والتلفزيون والصحف القومية من أبواق النظام التي ما زالت على رأسه، لنعيد توجيه بوصلتها نحو الثورة، وتطهير مصر من بقايا الحزب الوطني».. شهد مبنى الإذاعة والتلفزيون مزيدا من الاحتقان بعدما تردد في كواليسه عن نية لاستبعاد عدد من الصحافيين من تقديم البرامج الحوارية الجماهيرية. وتعرضت الكاتبة الصحافية لميس الحديدي مقدمة برنامج «من قلب مصر» على قناة «نايل لايف» لما وصفه شهود عيان بأنه «مضايقات سافرة، ومنع لطاقم العمل من دخول الاستوديو الخاص بالتسجيل» ليلة الأحد.. بينما أعلن الصحافي خيري رمضان اعتذاره عن عدم الاستمرار في تقديم حلقات برنامج «مصر النهارده» على الهواء مباشرة في حلقة الأحد من البرنامج، مشيرا إلى أنه سبق وطلب ترك البرنامج في فبراير (شباط) الماضي، إلا أن اللواء طارق المهدي (الذي كان مسؤولا عن إدارة الجهاز في ذلك الوقت) رفض ذلك، وطلب منه الاستمرار لأن الوقت غير مناسب. وحول قرار استبعاد المتعاونين لتقديم البرامج في التلفزيون المصري، قال دكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار الذي تم اتخاذه بعدم التعاون مع صحافيين من خارج اتحاد الإذاعة والتلفزيون لتقديم البرامج قرار قديم، من قبل أن أتولى منصب رئاسة الاتحاد. وتم تطبيقه من قبل على أكثر من 5 برامج، والآن يطبق علي البرامج المتبقية».

وأضاف الشريف أن «القرار يهدف إلى شيئين، الأول أننا نريد إتاحة الفرصة لمشاركة أبناء التلفزيون في تقديم البرامج، والثاني هو عدم توافر السيولة المالية لإنتاج هذه البرامج الضخمة، حيث إن قدرات الاتحاد ضعيفة في ظل الظروف الحالية للبلاد».

وحول ما تردد ذكره عن استبعاد بعض مقدمي البرامج نتيجة مواقف شخصية، نفى الشريف أن يكون للقرار أي جوانب شخصية، مؤكدا أنه يطبق القرار الذي صدر من قبل، وأضاف قائلا «نحن نحمل لهم كل تقدير لما قدموه، كما أنهم من أصحاب المهنية العالية».

وفي سياق متصل، قالت الإعلامية هالة أبو علم، مدير عام المذيعين بقطاع الأخبار، لـ«الشرق الأوسط»: «مقدمو البرامج من الصحافيين تم التعاقد معهم لتقديم بعض البرامج، ولا أعلم إن كانت القيادات أنهت تعاقدهم أم أنهم من أنهوه.. ولكن اتحاد الإذاعة والتلفزيون بصدد قرار استبعاد المتعاونين من خارج الاتحاد لإعطاء الفرصة لأبنائه للظهور على الشاشة».

وحول رد فعلها تجاه المشكلة، علقت الصحافية لميس الحديدي باقتضاب لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أتمنى التوفيق لكل الزملاء داخل اتحاد الإذاعة والتلفزيون».

أما من جهة العاملين المعتصمين بمبنى التلفزيون، فقد انتهت اللجنة التي شكلها الدكتور عصام شرف من عدد من خبراء الإعلام من إعداد تقريرها المتعلق بمطالبهم، وتم رفعه لشرف عقب عودته من السودان. وقال الإعلامي محمود سلطان رئيس اللجنة، في تصريحات صحافية ليلة أول من أمس، إن اللجنة عقدت اجتماعا منذ يومين مع ممثلين عن الإعلاميين والعاملين باتحاد الإذاعة والتلفزيون المعتصمين منذ عدة أسابيع للتعرف على مطالبهم المتمثلة في إقصاء كافة القيادات ورؤساء القطاعات وأيضا توحيد لائحة الأجور. وأكد سلطان أن لجنة خبراء الإعلام مهمتها فقط وضع تصورات وليس اتخاذ قرارات، موضحا ضرورة وضع تطوير الأداء الإعلامي على رأس الأولويات لكي تعود شاشة التلفزيون المصري إلى تألقها، وتوفير الموارد المالية اللازمة لإنتاج برامج جديدة.

ويشار إلى أن لجنة خبراء الإعلام ضمت إلى جانب سلطان كلا من الكاتبة سكينة فؤاد والدكتورة درية شرف الدين وحمدي الكنيسي وحسن حامد وعبد الرحمن رشاد وأميمة كامل والدكتور حسين أمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق