الجمعة، 22 يوليو 2011

عبد الحفيظ غوقة لـ«الشرق الأوسط»: الثوار هم من يحاربون القذافي لا الناتو

قال: لن نتفاوض مع النظام على حقوق وأهداف الثورة


القاهرة: عمرو أحمد

قال عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي والمتحدث الرسمي باسمه، إن اجتماع مجموعة الاتصال الذي استضافته العاصمة التركية اسطنبول منذ عدة أيام، أتى بنتائج إيجابية، من بينها اعتراف 30 دولة، وأكثر من 7 منظمات دولية وإقليمية، بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل السلطة الشرعية الحاكمة للبلاد في الوقت الراهن، بالإضافة إلى السماح للمجلس الانتقالي الليبي بالحصول على ما يحتاج من أموال القذافي وأموال أعوانه المجمدة في البنوك الخارجية، في حالة تقديم ضمانات لهذه الأموال، وقام المجلس بتحديد مبلغ نصف مليار دولار بعد إجراء موازنة عامه للبلاد.

وأكد عبد الحفيظ غوقة لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الانتقالي والثوار الليبيين، لن يقبلوا بإجراء أي مفاوضات مع القذافي، من شأنها التنازل عن حقوق وأهداف ثورة 17 فبراير (شباط)، لافتا إلى أن الوفود التي أرسلها القذافي خلال الأيام الماضية، إلى العديد من الدول آخرها روسيا، لضمان بقائه دون مطاردة من المحكمة الدولية وتحقيق خروج آمن له، تدل على ضعف موقفه وأن الخناق ضاق حوله ولا توجد حلول أمامه».

ونفى نائب رئيس المجلس الانتقالي، خلال اتصال هاتفي من مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، صلة المجلس بالاجتماع الذي عقد تحت اسم «الفيدرالية من أجل الوحدة»، والذي لم يلق قبولا من العديد من السياسيين والعامة.

وعن مشاركة قوات التحالف الأجنبي في العديد من الجبهات مع الثوار، أوضح غوقة أن «قوات التحالف تلعب دورا مهما لقذفها العديد من المواقع العسكرية والأسلحة الثقيلة، ولكن الثوار هم من يقودون الهجوم في ميدان المعركة دون التنسيق مع قوات التحالف التي تؤمن غطاء جويا لهم، أو إجراء أي ترتيبات، ولكن عمليات قصف قوات الناتو للأهداف العسكرية تدفعنا للتقدم نحو تحرير المدن، لأنها تحدث خللا بين صفوف القوات الموالية للقذافي».

ووصف المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي، المواجهات في مدينة البريقة (شرق ليبيا)، بأنه «أمر محسوم وتحت سيطرة الثوار»، معتبرا أن إرسال القذافي لقواته مرة أخرى إلى المدينة التي سيطر عليها الثوار في وقت سابق، لن يؤثر على تقدمهم، مشيرا إلى أن القذافي حشد من قبل قوات وصل عددها إلى 6 آلاف جندي وقت حصاره لمدينة مصراتة (208 كم شرق طرابلس)، ولكنه لم يتمكن حتى من احتلال شارع واحد. وأشار غوقة إلى أن الثوار قاموا بقطع خط الإنتاج النفطي في مدينة البريقة، والذي يصل من جنوب المدينة إلى مدينة سرت (مسقط رأس القذافي)، مضيفا أن الثوار يطوقون في الوقت الراهن المدينة من جميع اتجاهاتها، وأن ما يجعل تقدم الثوار متباطئا هي الألغام التي زرعتها كتائب القذافي بشكل عشوائي.

ولفت غوقة، إلى أن مناطق شرق البلاد وغربها تشهد تحركات عسكرية وتقدما للثوار يوما بعد يوم، ومن المؤكد أن الحالة العسكرية للجيش الثوري الليبي تسير وفق العمليات المخطط لها من قبل قيادات الجيش.

وردا علي ما أذاعه التلفزيون الليبي الرسمي، التابع لنظام العقيد معمر القذافي، لبعض مقاطع فيديو ينفي فيها بعض من وصفوا بشهود عيان من مدينة البريقة، سيطرة الثوار على المدينة، قال غوقة «هذا ليس حقيقيا، الثوار يحكمون الطوق على المدينة، واستطاعوا الوصول إلى المنطقة الصناعية بها.. هذه هي ممارسات إعلام القذافي». وعلق غوقة، حول نشر التلفزيون الليبي، بعض الصور المتعلقة باجتماعات قادة المجلس والجيش وصورا لغرف العمليات، قائلا وهو يضحك، «إذا أردت صورا للقذافي في مقره الحالي سأرسلها لك، بعض هذه الصور قديمة، والبعض الآخر نحن من قام بنشره على مواقع الإنترنت، لأننا كمجلس انتقالي لا نخفي شيئا عن الثوار».

قيادي بالمجلس الانتقالي الليبي: الثوار سيطروا على البريقة والكتائب تنسحب لراس لانوف

أكد لـ«الشرق الأوسط» هروب «المعتصم» لسرت واستسلام الكثير من جنود القذافي

ثوار ليبيون يتوجهون نحو جبهة القتال في مدينة البريقة النفطية قبل سقوطها بأيديهم (أ.ف.ب)
القاهرة: عمرو أحمد
في الوقت الذي كشفت فيه مصادر من المعارضة الليبية عن أن الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي تراجعت إلى مدينة راس لانوف، بعد أن تمكن الثوار المناوئون لنظام طرابلس من التقدم والسيطرة على مدينة البريقة، قامت قوات التحالف بقذف دبابة و5 مدرعات حربية تابعة لقوات القذافي.

وأكد خير الله محمود القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي على أن الثوار سيطروا على البريقة (شرق ليبيا)، لافتا إلى أن هذه المعركة تعد أقوى نصر للثوار منذ اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير (شباط) الماضي. وتابع: تمكنا من أسر الكثير من جنود القذافي واستسلم آخرون، موضحا أن الثوار الآن في طريقهم لراس لانوف (شمال ليبيا)، قائلا: «كنا نعلم مدى أهمية مدينة البريقة للعقيد الذي أراد أن يقسم ليبيا داخليا، لهذا وضع معظم قواته فيها وزرع 40 ألف لغم في المدينة، منذ بداية الثورة، وولى ابنه المعتصم قائدا على كتائبه هناك، الذي فر إلى مدينة سرت (مسقط رأس القذافي) بعد أن اكتسحهم الثوار.

وأضاف محمود لـ«الشرق الأوسط»: «إن الألغام لم تؤثر على سيطرة الثوار للمدينة كما تناقلت وسائل الإعلام، لأن المدينة عبارة عن جزأين، الأول يطل على البحر والآخر على صحراء في جنوب غربي المدينة بعيدا عن المنازل، كما أن لدينا ضباطا من الصاعقة انشقوا أول الثورة، استطاعوا أن يفجروا الكثير من الألغام».

واعتبر القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي سيطرة الثوار على البريقة «نصرا من عند الله»، قائلا: «القذافي وضع الألغام على مخازن بترول، وعند تفجير الألغام تصاعدت الأدخنة في اتجاهنا مما أثر على رؤيتنا، وأصبحنا في موضع الهدف بالنسبة للكتائب؛ لكن في الساعات الأولى من اليوم تغير اتجاه الرياح من غربية إلى شرقية جنوبية، مما أثر على رؤية الكتائب لنا، الأمر الذي ساعدنا على التقدم وتحرير البريقة».

من جهته، قال المعارض الليبي الدكتور عبد الناصر شماطة، أستاذ علم الاجتماع في إحدى الجامعات الليبية، الألغام تسيطر على منطقة البريقة، وهذا ما ضاعف عدد الضحايا خلال الأيام الماضية، لأن الثوار ليس لديهم الخريطة الخاصة بالألغام التي زرعها القذافي؛ ولكن بمساعدة سلاح المهندسين والصاعقة في جيش الثوار وبراعة الثوار في إظهار قدرتهم العسكرية في الكشف عن الألغام بالمعدات العسكرية وتفجيرها بالأسلحة. تمكنوا من تدمير 4000 لغم خلال يومين، مما زاد من تقدمهم وأدى لتراجع المرتزقة إلى مدينة راس لانوف.

وأضاف عبد الناصر شماطة، في اتصال هاتفي من بنغازي، لـ«الشرق الأوسط»: الثوار انتزعوا مدينة البريقة من يد الكتائب والمرتزقة، والقذافي جاء بأشخاص إلى بلادنا وتركهم يواجهون غضب الثوار، وتركهم مغيبين عن الدنيا لا يتابعون وسائل الإعلام ولم يقدم لهم أي إمدادات، لذلك استسلم الكثير منهم وهرب الآخرون تاركين أسلحتهم.

وأوضح شماطة، كنت قبل يومين بمدينة البريقة، على مقربة من الألغام، التي زرعها القذافي على مساحات شاسعة، لافتا إلى أن الثوار يواجهون الموت لأجل الحرية، أما مرتزقة القذافي فيواجهون الموت لأجل المال، مؤكدا على أن زرع العقيد لهذه الألغام جريمة في حق البشرية.

وفي السياق، أفادت مصادر صحافية بأن المواجهات في مدينة البريقة أسفرت عن إصابة عشرات الثوار، نتيجة كثرة الألغام المزروعة في المدينة، وتمكن الثوار من تفجير 4000 لغم خلال يومين، بعد إصابة العشرات ونقلهم إلى مستشفى الجلاء، وقيام المئات من الشباب بالتطوع الميداني لمساندة الأهالي ونقل المصابين إلى المستشفيات.

وأوضحت المصادر أن ما يعوق سيطرة الثوار، الذين يحاولون السيطرة على البريقة، الألغام الأرضية التي نشرتها قوات القذافي في شتى أنحاء البلدة وفي ضواحيها الصحراوية وعند المنشآت النفطية الرئيسية.

أما فيما يتعلق بالوضع الميداني في مدينة القواليش (80 كيلومترا جنوب غربي طرابلس)، أفادت قناة «ليبيا الأحرار» التابعة للمجلس الانتقالي الليبي أن الثوار بعد أن تمكنوا من السيطرة على مدينة القواليش والتوجه صوب مدينة غريان، نفدت ذخيرتهم، ما أدى إلى تقدم الكتائب واستعادوا السيطرة عليها مرة أخرى.

فنان العرائس وليد الشيخ.. صياد ضحكات في ميدان التحرير

جسد الثورات العربية بدمى لزعماء ثارت ضدهم شعوبهم

فنان العرائس («الشرق الأوسط»)
القاهرة: عمرو أحمد
تحول إلى صياد ضحكات في ميدان التحرير، واستطاع بمجموعة من الدمى السياسية لبعض الزعماء العرب أن يخفف من عناء المتظاهرين، وأن يعيدهم من خلال أصابع الماريونت إلى أجواء فن العرائس، وعرض «الليلة الكبيرة» الشهير الذي لا يزال يضحك الصغار والكبار معا.

يروى فنان العرائس وليد الشيخ تجربته، مؤكدا أن الماريونت فن فرجة بالأساس، وهو فن جذاب، فالعروسة كلها تتحرك وترقص أفضل من أي راقصة، كما أنه عالم يجبرك على أن تعيش معه الحالة التي يقوم بها، وما تريد توصيله من أفكار أو مضمون يصل بسهولة من خلال هذا الفن للأولاد والأطفال وأيضا الكبار. العرائس من الممكن أن تبني مجتمعا، فضلا عن أنها تسلط الفن الضوء على قيمنا وأخلاقنا وأعرافنا الاجتماعية والثقافية. يقول وليد إن فن العرائس قبل ثورة 25 يناير (كانون الثاني) كان عبارة عن عروض عادية تتناول الأشياء التي لا تتعارض مع النظام الحاكم، مثل عرض مسرحي لشهر رمضان، أو تقديم عروض غير هادفة لا تعبر عن مضمون ملموس، وكنت لا تستطيع مثلا توجيه النقد لأي مسؤول في البلاد، كما يحدث في المجتمعات الغربية، في أميركا مثلا من الطبيعي أن يقوم فنان عرائس وينتقد الرئيس الأميركي أوباما، ويتقبل هذا من دون اعتقال الفنان أو طاقم العمل. يدلل وليد على هذا من خلال عمله كمخرج تلفزيوني، فيروي أن مسؤولي القنوات كانوا يرفضون هذه الأفكار الناقدة، خوفا من بطش النظام، فمثلا وقت أحداث غزة، «جعلت العرائس في أحد البرامج في القنوات تهتف ضد الاحتلال الصهيوني، وعرضت ما أشبه بمظاهرة، فوجدت مدير القناة قلقا جدا ولم يرحب بهذه الفقرة. أما أثناء الثورة وبعدها فقد تغير تناول الماريونت للمواضيع، وأصبحت السياسة تفرض نفسها على كل شيء، الماريونت أصبح يعبر عن كل شيء، أصبح هناك مناخ للحرية، على عكس ما سبق».

وعن تجربته في ميدان التحرير يقول: «اعتصمت 13 يوما في الميدان، وفي الأيام الأولى للثورة كنت في محافظتي المنوفية، مسقط رأس الرئيس السابق مبارك، فكان علينا أن نعلن رفضنا لقدومه والعيش فيها، لأن الرؤساء يهتمون بمسقط رأسهم كما يفعل القذافي في مدينة سرت، ومع نزولي التحرير كان مبارك لم يتنح وعين عمر سليمان نائبا له، فنزلت بعروس لعمر سليمان، ورأيت أن الناس متعجبة لانتقادي له، فكانوا يرددون: هو لسه عمل حاجة، نديله فرصة، ولكن قراءتي الشخصية لمواقف عمر سليمان وعلاقته مع إسرائيل، جعلتني أنتقده فهو - برأيي - أقوى من مبارك لدى أميركا وإسرائيل، لم يكن الخوف حينها من مبارك، كنت أرى أن الخوف الحقيقي من عمر سليمان، لأنه وجه جديد ومن الممكن أن يضحك على كثيرين. ولأن كل فنان كان يعبر عن انتقاده للأوضاع وثورته على طريقته الخاصة، صنعت دمية على شكل عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية السابق، وكتبت عليها (أنا هحكمكم 30 سنة، مع تحيات أولاد أبو سليمان».. الماريونت دائما ما ينتقد المواقف أو الشخصيات بشكل كوميدي وطريف لأن الناس تحب الضحك، وإلا سيكون العرض مملا، ولأن الثورة هي الثورة الضاحكة، فكان هذا أسلوب العرض، كنت أقوم بترقيصها على أغاني الثورة».

ويحكي وليد لـ«الشرق الأوسط» كيف قدم عرضا للرئيس المتنحي مبارك في ميدان التحرير، قبل التنحي بنحو يومين، وبعد أن طلب منه الثوار في الميدان تقديم شيء عنه، موضحا: «قمت بتصميم ماريونت لمبارك، ألبسته البدلة الحمراء (بدلة الإعدام)، ورسمت نجمه داود على صدره والتي توحي بتواطئه مع الصهاينة، وعلى لافتة علقتها على صدره كتبت (فهمتكم)، فهذه الكلمة هي كلمة سر رحيل الرؤساء، فعندما قالها الرئيس التونسي بن علي رحل عن البلاد، ولم يقلها مبارك، كنا جميعا ننتظر هذه الكلمة، كنت أنتقد بأسلوب ليس به إهانة، لأن الفن يعبر عن أسلوب ساخر للاعتراض لا يتعارض مع الأخلاق، الحرية ليست قلة أدب».

أضاف وليد: «أنا أهتم بالرؤساء، وأضع لهم جميعا نجمة داود على صدورهم وألبسهم جميعا بدل الإعدام، لأنه إذا ما حكم على أحدهم فسيكون الحكم بالإعدام، أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقدمته في الميدان وفي برنامجي «جيل المستقبل» على قناة «الحكمة»، وأظهرته بالفتى الذي اعتلى كرسي الحكم دون متاعب وشقاء، لهذا فهو لا يدرك مدى أهمية شعبه ويضربهم بالصواريخ، صورته على أنه فتى طائش، حينما تواجهه مشكلة معينة يقوم «بالرقص»، والرقص هنا يدل على المراوغة والاستخفاف بعقول شعبه، فهو يقول لشعبه إذا واجهتكم مشكلة فارقصوا، ومن يستطع الرقص فليقابلني في الميدان، فهو يظن أنه وحده من يستطيع التلاعب فقط، وأن شعبه ساذج لا يستطيع المراوغة مثله، هكذا قرأته وجسدته للناس».

أما العقيد الليبي معمر القذافي، فقدمته بعباءته ونظاراته الشهيرة، وهو يخطب للشعب الليبي، ويواجههم بكلماته وعباراته المشهورة مثل: «زنقة.. زنقة.. شبر.. شبر دار.. دار». ويكشف صائد الضحكات عن أنه سيقدم هذه الدمى في أوبريت جماعي بعنوان «الخيانة العظمى»، وسوف يلعب بطولته كل الرؤساء الذين ثارت شعوبهم ضد حكمهم.

المعارض الليبي عبد المنعم الحر: كتائب القذافي أصبحت «جسدا بلا رأس»

قوات القذافي تقصف غواليش.. والثوار يتطلعون للسيطرة على غريان والزاوية

د. عبد المنعم الحر
القاهرة: عمرو أحمد
وصف الدكتور عبد المنعم الحر، المعارض الليبي والمحلل السياسي، الصراع بين قوات الثوار وقوات القذافي الدائر منذ ثورة 17 فبراير (شباط)، بأنه صراع وجود، قائلا «إما أن يبقي الشعب الليبي، وإما أن يبقى القذافي ومرتزقته». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تدهور أوضاع قوات القذافي تدفعها للتشتت، ولهذا نجد القذافي يحارب بشراسة إعلامية واقتصادية وعسكرية، لأنه يعلم أنها آخر معركة يخوضها، وأن عليه ممارسة التدمير والتخريب المفرط للإبقاء على نظامه».

وقال الحر، إن «الثوار في المنطقة الغربية يتقدمون إلى مدينة طرابلس، وخاصة الساحة الخضراء التي تعتبر مركز العاصمة، والتي تشبه ميدان التحرير في القاهرة». وأضاف أن «الثوار داخل طرابلس لا يستطيعون السيطرة على الساحة الخضراء، وذلك لوجود القناصة على أسطح المباني، وعدم السماح لأي شخص بالتظاهر في هذه المنطقة ومن يتخطاها يتم قتله». وتابع قائلا إن «القذافي يريد أن يوصل للعالم أن الساحة الخضراء هي مكان الثورة المساندة له، تماما كميدان التحرير بالقاهرة، على غير الحقيقة الفعلية، لأن غالبية أبناء طرابلس يقفون ضد القذافي». وأضاف الحر، بعد وصوله للقاهرة، أن «طرابلس أصبحت مطوقة بالثوار، وكتائب القذافي تعيش في عزلة، حيث لا تصلها إمدادات، ولهذا أصبحت كتائب القذافي في سرت وسبها والمثلث النفطي وغيرها (جسد بلا رأس)».

واعتبر الحر محاولات القذافي إرسال وفود للخارج للتفاوض في القضية الليبية «محاولات فاشلة، تدل على ضعف موقفه أمام الثوار. فالقذافي لم يعد له وجود»، على حد قوله، مدللا على كلامه بعدم ظهور القذافي على التلفزيون إلا من خلال أشرطة مسجلة. وشكك الحر في إمساك القذافي بزمام الأمور». واعتبر أن ما يدعيه من قوة وإحكام علي مقاليد الأمور «ادعاء كاذب».

وعلى الصعيد الميداني، شنت قوات التحالف، أول من أمس، هجوما على مدينة مصراتة (208 كلم شرق طرابلس)، أسفر عن تدمير بطارية صواريخ وضعتها قوات القذافي في أحد المواقع المدنية بهدف قصف ميناء مدينة مصراتة. وأعلن الحلف في بيان له، أنه تم اتخاذ قرار بشأن هذه الضربة بعد التأكد من أن الموقع المستهدف عبارة عن مزرعة في جنوب مصراتة تستخدمها كتائب القذافي لإخفاء السلاح.

ونقلت وكالة الإنباء الفرنسية، أن قوات القذافي شنت هجوما مضادا بالقذائف والدبابات على قوات الثوار المتجهة نحو العاصمة طرابلس أمس، بينما رد الثوار الليبيون بإطلاق قذائف مضادة للحفاظ على مواقعها في منطقة غواليش (50 كلم جنوب طرابلس)، التي تمكنت من السيطرة عليها يوم الأربعاء الماضي.

وأعلنت قوات المعارضة، أن الثوار يتقدمون نحو زليطن، الواقعة بين مدينتي «الخمس غربا ومصراتة شرقا، التي تسيطر عليها كتائب القذافي». وأسفرت المواجهات هناك عن استشهاد أحد الثوار وجرح 32 جراء انفجار ألغام زرعت من قبل قوات القذافي. وتركز قوات المعارضة الآن، على عسبلة على الطريق إلى غريان، 80 كيلومترا من طرابلس، في إطار استراتيجية ثلاثية المحاور تعتمدها المعارضة، تستهدف مدينة الزاوية الساحلية أيضا، وهي أحد آخر المعاقل الرئيسية الموالية للقذافي غرب طرابلس.


أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان: الليبيون لا يفتقدون الكفاءة لكنهم يحتاجون دعما

شلبي لـ «الشرق الأوسط»: زرنا سجونا وأسر ضحايا وقدمنا توصيات للمجلس الانتقالي

القاهرة: عمرو أحمد
عاد وفد المنظمة العربية لحقوق الإنسان من الأراضي الليبية بعد زيارة استغرقت أربعة أيام، تفقد خلالها العديد من المحافظات الليبية التي يسيطر عليها الثوار، وزار أسر الضحايا، إضافة إلى السجون المحتجز بها الأسرى الليبيون والمرتزقة الذين جلبهم العقيد معمر القذافي منذ 17 فبراير (شباط) الماضي للدفاع عن نظام طرابلس.

والتقى الوفد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل، وعبد الرحمن غوقه نائب رئيس المجلس وعددا من مسؤولي وخبراء المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وتشاور الوفد بعد أن تفقد البلاد مع المجلس الانتقالي حول وضع المجتمع الليبي بعد الدمار الذي حل به من هجمات كتائب القذافي ضد الثوار. وتهدف البعثة إلى الوقوف على أبرز الأنماط الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت أثناء الثورة، وإعداد بعثة تقصي حقائق، للتعرف على احتياجات المجتمع الليبي خاصة المدني في مجال حقوق الإنسان.

وقال علاء شلبي، رئيس الوفد، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، «زرنا العديد من المدن التي يسيطر عليها الثوار، وقابلنا عددا من أسر الشهداء والجرحى، وحتى زرنا المحتجزين في أحد سجون بني غازي والذين وصل عددهم إلى 50 أسيرا بمن فيهم المرتزقة و40 سجينا من مرتكبي جرائم حق عام وأعضاء من اللجان الثورية التابعة للقذافي، وقدمنا للمجلس الانتقالي العديد من الملاحظات والتوصيات حول المجتمع الليبي، لقيت اهتماما من المجلس وترحيبا».

وأضاف علاء شلبي لـ«الشرق الأوسط» أن «من أهم التوصيات التي قدمها الوفد للمجلس الانتقالي الليبي: الرعاية الصحية والمعيشة، والتحقيق في بعض الادعاءات التي تقدم بها بعض المسجونين من اللجان الثورية والمحتجزين».

وأوضح علاء شلبي «بعد سماعنا للعديد من شهادات أسر الضحايا والشهداء سواء قبل الثورة وبعدها، واطلاعنا على المعلومات التي قدمتها منظمات المجتمع المدني التابعة للمجلس الانتقالي، تبين أن المجتمع الليبي يحتاج إلى مواد غذائية ومواد طبية وأموال، خاصة أننا مقبولون على شهر رمضان، لهذا تعتزم المنظمة إرسال فريق يضم خبراء وعسكريين ومن الطب الشرعي والنفسي، للقاء الحالات المصابة وأهالي الشهداء والسيدات المغتصبات، لإخراجهن من الحالة التي يعشنها الآن، حتى يستطعن أن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي».

ولفت شلبي، إلى أن هناك «حالة من الحراك معنية بحقوق الإنسان ويرأسها المجلس الانتقالي الليبي، حيث أسس المجلس جهازين معنيين بحقوق الإنسان، هما مجلس الشؤون القانونية لحقوق الإنسان، ووزارة العدل وحقوق الإنسان، وهذا ما سيحدث اهتماما ووعيا حقوقيا لدى الشعب الليبي، حيث إننا لاحظنا خلال رحلتنا أن الشعب الليبي لا يفتقد الكفاءات، ولكنه يحتاج لمزيد من التنظيم والدعم».

الثوار يزحفون على الأصابعة وغريان في طريقهم إلى طرابلس

قيادي في المجلس الانتقالي: كتائب القذافي تنهار وقد قطعت عنها الاتصالات والمؤن

القاهرة: عمرو أحمد
بعد أن تمكن الثوار المعارضون لنظام العقيد معمر القذافي من السيطرة علي مدينة غواليش (80 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، بدأوا زحفهم باتجاه الشرق، ووصلوا إلى مشارف مدينة الأصابعة (25 كيلومترا جنوب مدينة غريان)، التي تعد كبرى مدن المنطقة الغربية وتبعد عن طرابلس بنحو 100 كم، وما زالت تحت سيطرة كتائب القذافي، بالإضافة إلى تقدم الثوار 13 كيلومترا نحو مدينة زليطن التي يتمركز فيها عدد كبير من قوات القذافي، حيث أسفرت المواجهات فيها عن مقتل 14 من صفوف الثوار.

وقالت طرابلس، أمس، على لسان خالد الكعيم، نائب وزير الخارجية الليبية، إن: «حلف الناتو يستهدف نقاط تفتيش تابعة للشرطة في الجبل الغربي، ويحاول إعداد الأرضية من أجل تمكين المتمردين من التقدم نحو العاصمة، وهو ما حصل بالفعل في قرية غواليش، ونجحت قوات الجيش في إبعاد المعارضة عن المدينة فيما بعد».

وتوقع الكعيم أن يقوم الناتو بالمزيد من العمليات من أجل ضمان تقدم المعارضة باتجاه طرابلس، ووصفها بالفاشلة، معللا بأن المدنيين هم الذين سيدفعون الثمن.

واتهم الكعيم المعارضة بالاستعانة بالمرتزقة، وقال «هناك رجال ونساء من كولومبيا يقاتلون مع الثوار في مصراتة ولدينا البراهين والأدلة».

من جهته، نفي العقيد طيار صالح منصور العبيدي، وجود كولومبيين، وجنسيات أخرى بين صفوف الثوار، موضحا أن الثوار خلال مواجهاتهم مع كتائب القذافي، أسروا الكثير من المرتزقة الكولومبيين من بينهم سيدات، ليس هذا فقط، بل دخل البلاد عن طرق الحدود التونسية، خلال الأيام القليلة الماضية، 140 مرتزقا من أوكرانيا، جلبهم القذافي لإحداث مجازر في طرابلس.

وقال منصور العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ الثوار في زحفهم تجاه الشرق، ووصلوا إلى مشارف مدينة الأصابعة ومدينة غريان، وتقدم الثوار 13 كيلومترا نحو مدينة زليطن التي يتمركز فيها عدد كبير من قوات القذافي، والتي أسفرت المواجهات فيها عن مقتل 14 من صفوف الثوار. الثوار يتقدمون يوما بعد يوم حتى إسقاط الطاغية».

وأكد منصور العبيدي، أول ضابط ليبي منشق عن القذافي، أن نظام طرابلس فقد شرعيته، الآن الدول جميعها تعترف بالمجلس الانتقالي الليبي، والمظاهرات في ليبيا تخرج في الشوارع لتأييده.

وأوضح العبيدي أن مصادر مقربة من القذافي، «أخبرتني بأن معمر يخرج المجرمين من السجون، لإشاعة الفوضى في البلاد، كما يجعلهم يسيطرون على محطات الوقود، بعد أن قل البنزين في البلاد، ولا يستطيع مالك السيارة أن يحصل عليه». كما أكد العبيدي أن القذافي كون فرقا للإعدام من عملائه تقوم بقتل الأسرى بعد التحقيق معهم.

ولفت العبيدي إلى أن القذافي قام بسحب الأسلحة من 88 دشمة في منطقة الجفرة بسرت، ومن طرابلس، حتى إذا قصفها الناتو لا يخسر أسلحته، كما أنه وضعها بداخل المباني السكنية.

من ناحية أخرى، زار تشن شياو دونغ، مسؤول شمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية مدينة بنغازي أمس. ودعا المجلس الانتقالي الليبي إلى قبول الحوار مع الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤكدا على ضرورة وقف إطلاق النار وحل الأزمة الليبية في أسرع وقت.

وعن المبادرة الصينية، علق خير الله محمود، القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي، قائلا: «نرحب بالوفد الصيني ومبادرته، ولكن المجلس الانتقالي عبر من قبل عن رؤيته تجاه حل القضية الليبية، والتي تتعلق برحيل القذافي، والمجلس أعطى القذافي، من قبل، مهله للرحيل ولكنه ماطل، والآن الثوار يتقدمون يوما بعد يوم ونجاح الثورة يقترب».

أضاف خير الله محمود، أن «ما نراه من أفعال القذافي من مظاهرات كاذبة وما إلى ذلك، ما هو إلا كروت أخيرة يلعبها، وهناك مصادر مقربة من القذافي أخبرتنا بأنه يبحث عن طريقة للهرب خارج البلاد».

وأشار خير الله إلى أن «كتائب القذافي لم تستطع حتى الآن دخول مدينة تاجورة. الثوار يتقدمون يوما بعد يوم والمظاهرات في بنغازي مستمرة لتأييد المجلس، والقذافي محاصر من جميع الجهات، كما أن كتائب القذافي على الجبهات مقطوع عنها الاتصالات والإمدادات من شهور، وهذا ما اكتشفناه بعد استسلام الكثير من الكتائب في إجدابيا والبريقة، الآن كتائب القذافي تنهار».

في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، إن طائرة ثانية تابعة لوزارة شؤون الطوارئ الروسية محملة بالمساعدات، ستتوجه من موسكو إلى طرابلس في وقت لاحق (أمس)، كما أرسلت روسيا من قبل شحنة من المساعدات الإنسانية إلى مدينة بنغازي خلال أول من أمس.

المجلس الانتقالي الليبي لـ«الشرق الأوسط»: اعتراف تركيا بالثورة صفعة للقذافي

نفى مزاعم نظام طرابلس حول وجود خلافات قبلية بين شرق البلاد وغربها

القاهرة: عمرو أحمد
اعتبر قيادي بالمجلس الانتقالي الليبي اعتراف تركيا بالمجلس الذي يتخذ من بنغازي مقرا له، صفعة لنظام العقيد معمر القذافي الذي يقاتل ثوار ليبيا منذ 17 فبراير (شباط) الماضي، لإسقاط حكمه المستمر منذ نحو 40 عاما. وقال خير الله محمود القيادي بالمجلس الانتقالي لـ«الشرق الأوسط»، إن اعتراف تركيا بالثورة الليبية، وسحب سفيرها، يعد «صفعة لنظام القذافي»، وإعلانها للدعم المعنوي والمادي سيقوي من عزيمة الثوار، وسيحدث اضطرابا بين صفوف القذافي.

وكان أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، قد أعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم ببنغازي، مساء أول من أمس، عن تمسك بلاده بخطتها لحل الأزمة في ليبيا، وهي الوقف الفوري لإطلاق النار، وتخلي القذافي عن السلطة، وقامت تركيا على أثر ذلك بسحب سفيرها في طرابلس، والإعلان الرسمي عن قطع العلاقات مع نظام القذافي.

وأضاف خير الله محمود خلال اتصال هاتفي من داخل ليبيا، إن أوغلو عقب وصوله مطار بنغازي، قال لي: «تحسرت على ما شاهدته في ليبيا وعدم اعترافنا بالمجلس الانتقالي منذ البداية»، في إشارة منه إلى الدمار الذي حل بليبيا على يد القذافي، موضحا أن أوغلو، لم يكن يتصور حجم معاناة الشعب الليبي الذي يذوق المر على يد القذافي.

وقال محمود إن المجلس الانتقالي يقيم هذه الأيام «مصرف المركز الانتقالي» بمدينة بنغازي، الذي سيتولى كيفية صرف الإمدادات المالية للشعب الليبي والثورة، خاصة بعد إرسال بعض الدول المعونات للثوار.

يأتي هذا في وقت صرح فيه سيف الإسلام، نجل العقيد معمر، خلال حديث نشرته صحيفة «لومند» الفرنسية أمس، أنه لا يمكن التوصل إلى حل للنزاع القائم في ليبيا الآن من دون القذافي، مشيرا إلي أن الثوار سيخسرون الحرب سواء بدعم حلف الأطلنطي أو من دونه.

وعلق خير الله محمود على هذه التصريحات بقوله إن موقف القذافي أصبح ضعيفا، ووجوده أو عدمه لن يؤثر على تقدم الثوار، وعندما يتنحى عن السلطة، ستتم محاكمته في محاكم ثورية في حاله إلقاء القبض عليه، وإذا ألقت قوات التحالف القبض عليه فمن المؤكد أنها ستسلمه للمحكمة الدولية. ونفى خير الله محمود ما تداولته وسائل الإعلام حول إعلان مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، أول من أمس لـ«رويترز»، عن إمكانية بقاء القذافي داخل ليبيا بعد تنحيه عن السلطة، قائلا إن ما أعلنه رئيس المجلس الانتقالي كان يعني به اقتراحا قديما، يعود لما قبل إعلان المحكمة الجنائية الدولية عن مطالبة مثول القذافي للتحقيق في جرائمه تجاه الشعب الليبي.

وأوضح خير الله أن ما يعوق تقدم الثوار في منطقة البريقة النفطية (شرق البلاد)، هو احتماء كتائب القذافي بخزانات ومحطات للوقود، و«لكن تم مهاجمتهم عن طريق قوات الاستطلاع من الثوار، وتم إلقاء القبض على عشرات منهم، وأسفرت المواجهات عن مقتل 18 وجرح 50 بين صفوف القذافي، واستشهاد 3 وجرح العشرات في صفوف الثوار».

وتابع، قامت قوات التحالف بشن هجوم على منطقة البريقة، أمس، وقامت بتدمير الكثير من الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها القذافي، مما دفع الثوار إلى التقدم وإحداث خسائر واستيلاء على أسلحة ثقيلة كانت في يد كتائب القذافي.

ولفت إلى أن ما تتناوله وسائل إعلام القذافي عن وجود خلاف بين القبائل الليبية في الشرق والغرب محض كذب، وأن القول إن ساكني غرب البلاد جميعهم مؤيدون للقذافي لا صحة له.

معارضون ليبيون: القذافي خدع العالم ليضخم عدد المتظاهرين

أكدوا أنه أجبر سكان طرابلس على المشاركة في المظاهرات واستخدم المرايا والغرافيكس

فنان شعبي ليبي يضع لمساته الأخيرة على رسم كاريكاتوري للعقيد معمر القذافي على حائط في بنغازي (أ.ب)
القاهرة: عمرو أحمد
نظم اتحاد الثوار العرب وعشرات الليبيين المعارضين لنظام العقيد معمر القذافي، وقفة احتجاجية أمام جامعة الدول العربية بالقاهرة، احتجاجا على استمرار العقيد الليبي في حربه ضد الثوار الليبيين، وارتكابه المجازر في حق الشعب الليبي.

واستنكر المعارضون المظاهرات التي خرجت في شوارع العاصمة الليبية طرابلس قبل أيام، وخرج فيها الآلاف من الشعب الليبي رافعين الأعلام الخضراء وصورا للعقيد الليبي، مرددين الهتافات التي تعبر عن ولائهم وتأييدهم للقذافي ورفضهم وجود قوات التحالف في الأراضي الليبية.

وكشف المتظاهرون المعارضون، أن القذافي قام بحبس الرجال وهدد بقتلهم، إذا لم تخرج أسرهم في الشوارع لتأييده، وهذا ما دفع الأسر الليبية للخروج خوفا على أرواح رجالهم.

وقال ياسين السمالوسي المعارض الليبي، رئيس اتحاد الثوار العرب: «وصلت لي معلومات مؤكدة من طرابلس من مقربين للقذافي، أوضحوا لي أن خروج المتظاهرين لم يكن لحبهم للقذافي ولا لتأييده، ولكن القذافي قام بحبس رجال العديد من الأسر، وقتل أربعة رجال منهم أمام الناس، وهددهم في حالة عدم خروجهم فسوف يقوم بقتلهم جميعا، لإجبار أهالي طرابلس للخروج في الشوارع».

وكشف السمالوسي لـ«الشرق الأوسط» عن أن «القذافي استخدم مرايا عاكسة وتقنيات الغرافيكس، ليظهر لوسائل الإعلام أن الآلاف خرجوا لتأييده، في الوقت الذي لم يخرج فيه إلا عشرات المجبورين».

ولفت أمين عام اتحاد الثوار العرب، إلى أن القذافي استطاع هذه المرة خداع وسائل الإعلام، وأن ما شاهده العالم ما هو إلا فيلم مفبرك ألفه القذافي، وأخرجته كتائبه.

ووسط هتافات برحيل القذافي، قال رمضان، وهو معارض ليبي: القذافي يضلل الإعلام، ويقتل الأبرياء، هو يقوم بهذه الجرائم لأنه يعلم أنه بمفرده، لا يؤيده إلا كتائبه وأبناؤه، جئنا اليوم لتوصيل الصورة الحقيقية للعالم، من أمام جامعة الدول العربية.

وفي السياق نفسه، قالت معارضة ليبية لم ترغب في الإفصاح عن اسمها، إن «معمر القذافي لن يستطيع خداع العالم طالما أن هناك ثورة ليبية، ولأجل هذا نحن هنا لإيضاح أن الحقيقة هي كره الشعب الليبي لهذا الطاغية».

وتساءلت المعارضة الليبية: «لماذا يقتل معمر هؤلاء الرجال؟ كل هذا من أجل مظاهرة ترفع فيها صوره؟ أرواح الشعب الليبي رخيصة لهذه الدرجة؟ كيف نسامح هذا السفاح بعد ارتكابه هذه الجرائم، لن نتركه وسنحاكمه في محاكم ثورية، ولن نسمح بدخول ابنه سيف الإسلام في انتخابات بل سيحاكم هو أيضا».

ضابط ليبي منشق: القذافي يستعين بالسحرة لإطالة عمر نظامه وتفادي هجوم الثوار

صالح العبيدي لـ «الشرق الأوسط»: العقيد يجزل لهم العطاء ويعتبرهم جهاز مخابراته الخاص

القاهرة: عمرو أحمد
يبدو أنه لم يعد لدى العقيد الليبي معمر القذافي سوى السحرة والمنجمين، يتوسل إليهم كي يبعدوا الثوار عن مقره الحصين بالعاصمة الليبية طرابلس، والتي باتوا على مقربة منها.

العقيد طيار صالح منصور العبيدي، أحد المنشقين المنضمين لصفوف الثوار يقول إن القذافي يستدعي السحرة الأفارقة من دول مالي وموريتانيا ونيجيريا وغامبيا والمغرب، الذين يشتهرون بقوة السحر، وينفق عليهم أموالا باهظة من أجل إنقاذ حكمه ومساعدته للتغلب على الثوار، كما يقوم بإرسال الكهنة من السحرة إلى ساحة القتال لقراءة الكثير من الطلاسم السحرية على جنود القذافي للسيطرة عليهم بالسحر حتى لا ينشقوا عنه، لافتا إلى أن القذافي قبل قيام ثورة 17 فبراير (شباط) وبعدها يعتبر السحرة بمثابة جهاز مخابرات ليبي آخر بجانب جهاز المخابرات الرسمي، للتجسس على المسؤولين والقيادات الليبية.

وروى العبيدي لـ«الشرق الأوسط» ما يفعله السحرة وما اكتشفه الثوار عند سيطرتهم على بعض المناطق التي كان يسيطر عليها القذافي، قائلا: «ما سأقوله علمته من أقرب المقربين للقذافي، وهو أن القذافي استدعى ساحرا من غامبيا قام بعمل بعد الطلاسم والمشعوذات له لإبقائه حيا وحتى لا يتعرض للإصابة وقت هجمات الثوار أو قوات التحالف الأجنبي. قام الساحر بعمل تعويذه سحرية على عباءة القذافي التي دائما يضعها على كتفة حتى لا يصيبه الرصاص ولا يتأثر بالتفجيرات، لهذا نجده يرتديها حتى ولو في الحر ولا تفارقه أبدا».

أضاف العبيدي الذي يعد أول ضابط منشق عن النظام الليبي: «إذا ما نظرنا إلى صور القذافي نجده يرتدي في يده خاتما من الفضة، هذا الخاتم صنع من مخ وعظام حيوان الضبع، الذي يعد شيئا قيما لدى السحرة، وقد أعطاه له ساحر موريتاني لكي يرهب كل من يتعامل معه أو يدخل عليه، ففي أحد الأيام دخل عليه أحد المقربين لي، والذي حكى لي أنه عند مقابلته والدخول إلى الساحة التي يجلس فيها، شعر وكأنه رأى شيطانا، فأخذ الرجل يقرأ القرآن في سره، وأثناء سيره، قال له القذافي «لماذا تقرأ القرآن، أنت داخل على شيطان» وطردوه خارج المكان.

وأوضح العبيدي أن السحرة لا يقتصر دورهم على الوجود بجانب القذافي لحمايته، وإنما يتم إرسالهم إلى ساحة القتال لقراءة تعاويذ وطلاسم سحرية على الجنود للسيطرة عليهم من ناحية، ومن ناحية أخرى للحد من تقدم الثوار ونصر القذافي علينا، لهذا حينما وقع في أيدينا الكثير من الأسرى الليبيين وقت المواجهات، وحينما نحقق معهم نجدهم لا يرددون إلا مقولة «الله.. معمر.. ليبيا وبس»، فكنا متعجبين لما يحدث، لكن بعد تركهم يومين والإتيان بشيوخ لفك السحر كان من الأسرى من يقول «أين أنا» و«ما الذي أتي بي إلى هنا»، «ماذا كنت أفعل» وكأنه كان مغيبا عما يحدث، فكانوا جميعهم تحت سيطرة سحر سحرة القذافي.

ويورد العبيدي قصة غريبة أخرى تتعلق بالسحر يقول: «وقت سيطرة الثوار على مدينة البيضا الواقعة شرق البلاد، اكتشفنا سردابا يصل طوله إلى 25 مترا تحت الأرض، ومساحته 4 كيلومترات، وجدنا بداخله أسلحة وكتب سحر وشعوذة وكتبا عن الديانة اليهودية باللون الأصفر، وعند حرق الورق تصاعد دخان أسود اتجه جهة الشرق، ورسم شكل خط مستقيم على ارتفاع نحو 500 متر وبطول يمتد إلى نحو 4 كيلومترات جهة الشرق فقط». وفسر العبيدي هذا بأن القذافي قد جلب السحرة ليفعلوا سحرهم في اتجاه الشرق الذي اشتعلت فيه الثورة.

ولفت العبيدي إلى أن القذافي يعتقد أن السحر سيطيل عمره وحكمه، لهذا نجده دائما ما يرتدي اللون الأحمر لتعلقه بالسحر، وكان القذافي لا يبدأ أي مراسم أو احتفالات إلا بعد أن يدخل ساحران أو ثلاثة إلى قاعة الاحتفال ليرشوا المياه ويقوموا بعدة طقوس سحرية، لم يفصح عنها العبيدي، واكتفى بقوله «إنها لا تتماشى مع الشريعة الإسلامية». ويؤكد العبيدي أن القذافي بمجرد علمه بوجود ساحر ليبي قوي في السحر إلا ويرسل له الأموال والعطايا ويوفر له أكثر مما يحتاج ليسيطر عليه، مثل ساحر ليبي يسمى الحصادي، كان يعيش في جرنه وبمجرد علم القذافي بشأنه قام بنقلة إلى طرابلس وأسكنه في مزرعة كبيرة بالقرب من مزرعته، وكان بعض السحرة يخافون منه حتى لا يسيطر عليهم ويحجمهم.

واستضاف التلفزيون الرسمي الليبي في بداية الثورة ساحرا ليبيا توعد قوات التحالف وهددهم بما سماه «المربوط الليبي»، قائلا للقذافي «الصالحون يحاربون معك، كما أن أهل الباطن (الجن) معك».

موديلات نظارات شمس السبعينات تستهوي الشباب

أناقة كلاسيكية ووقاية لازمة

من عرض «جون ريتشموند - John Richmond»
من عرض «جون ريتشموند - John Richmond»
من عرض «جون ريتشموند - John Richmond»
من «كارتييه - Cartier»
من «كارتييه - Cartier»
القاهرة: عمرو أحمد
مفردات كثيرة تعبر عن ذوق الرجل وشخصيته، وتجعله أنيقا وجذابا لمن حوله، خصوصا الجنس الآخر، الذي يتمتع بحساسية نافذة تجاه كل ما هو جميل وأنيق.

من بين هذه المفردات نظارة الشمس التي أصبحت من لوازم الأناقة التي يتعزز دورها ويزيد الطلب عليها مع مقدم فصل الصيف بشمسه الحارقة ونسماته الحارة. فقد أصبحت ضرورة بالنسبة للشباب ليس فقط لحماية الأعين من الأشعة فوق البنفسجية وإنما للمحافظة على سلامة النظر ووقاية العين من الأمراض، خصوصا أنها صممت بشكل طبي، لا يغفل مقتضيات الموضة وصيحاتها التي تتجدد عبر الفصول والمناسبات.

وكما أن لكل مفردة من مفردات الذوق رونقها وإيقاعاتها الخاصة، فللنظارات الشمسية مميزات وسمات خاصة أيضا، تتوافق مع الطقس وظروف العمل ومناسبات التنزه والاستجمام على الشاطئ. كما أن لها بُعدا سيكولوجيا يتعلق بإحساس من يرتديها بالثقة والانطلاق، وأنها ليست مجرد قناع يتخفى خلفه، بل وسيلة جذب واستمتاع.

ورغم تنوع الموديلات في سوق النظارات الشمسية، وتفنن الشركات المنتجة في إضافة لمسة من الفخامة المريحة على الكثير من ماركاتها الشهيرة، فإن اللافت في صيحة صيف هذا العام عودة موضة نظارات السبعينات، التي تجمع بين العصرية والوقار معا. يتجلى ذلك في الكثير من الماركات العالمية مثل «دولتشي أند غابانا»، جورجيو أرماني، «رايبان» «برادا»، «شانيل» وغيرها، رغم أن أسعارها في مصر تبدأ من 1200 جنيه مصري (نحو 200 دولار). سبب إقبال الشباب على هذه التصاميم أنها تذكرهم بحقبة ذهبية في عالم السينما، أو بالأحرى نجومها من أمثال عمر الشريف، أحمد مظهر، أحمد رمزي، وحسين فهمي، خصوصا في فيلم «خلي بالك من زوزو» مع سندريلا الشاشة الفنانة الراحلة سعاد حسني، حيث اتسمت نظاراته الشمسية في الفيلم بلمسة من المرح والانطلاق والتفاؤل. ولم ينسَ الشباب نظارة الشمس الشهيرة للفنان اللبناني غسان مطر، والتي كان يعبر من خلفها على نوازع الشر في البشر.

إيهاب الدهشان خبير النظارات المصري، مسؤول البيع بأحد توكيلات ماركاتها الشهيرة، ينصح الرجل بعدم الاكتفاء برأيه الشخصي وما يروق له، بل يجب عليه أيضا أن يراعي عدة عناصر يمكن أن تجعل النظارة إكسسوارا مكملا لأناقته وليس فقط إكسسوارا يقوم بوظيفة معينة. لهذا لا بد أن يتأكد الرجل من أن نظارته تتناسب مع ملامحه، وقصة شعره، وألوان الملابس التي يرتديها، وغير ذلك من الأمور. وحول القاعدة العامة أو الضرورية لارتداء النظارة يقول الدهشان: «ارتدِ أي شيء يناسبك بغض النظر عن العمر». ويرى خبير النظارات أن عودة موضة فترة السبعينات مرة أخرى جعل الكثير من الماركات العالمية تطرح في السوق تصميمات مستوحاة من هذه الحقبة شكلا مع إضافات يتطلبها العصر والتطوير الذي يتطلبه الشباب. ولحسن الحظ أن أشكالها تفي بهذا الغرض بالإضافة إلى أنها تحمي العين وتوفر حماية 100% من الأشعة فوق البنفسجية، حتى وإن كنت ترتاديها في القطب الشمالي فحمايتها تتناسب مع ظروف الطقس المحيط بك.

وعلى الجانب الآخر يقول حسام مجدي، شاب أصبحت النظارة بالنسبة له إكسسوارا أساسيا لأناقته وصحة عينيه: «لا يمكن أن أسير في الشمس دون ارتداء نظارة، لأن عيني حساسة جدا وتؤلمني كثيرا في حاله تعرضها للشمس، وأنا أرى أن النظارة مهمة جدا للرجل، ولا أتخيل من الأساس شابا دون نظارة شمس هذه الأيام».

يوافقه إسلام أحمد، محامٍ، لافتا إلى أن النظارة لها فوائد كثيرة: «أولا الحماية من الشمس، وثانيا أنها تجعل مظهر الشاب (شيك)، كما أنها تظهر جمال الملابس التي أرتديها، وأنا أحب النظارات من نوع الريبان والبوليس».

ويكشف محمد زين، طالب جامعي، عن حبه للنظارات الريبان، لما لها من جاذبية وأناقة وتصميمها الجميل جدا، «فهي تناسب ملابسي، النظارات شيء مهم وأساسي للرجل لأنها تعبر عن شخصيته».

ومن وجهة نظر الجنس الآخر تفضل سارة خاطر، خريجة جامعية، النظارات من ماركة الريبان، والبولس، لأنها تشعر بأنها أكثر أناقة للرجل. وتعلق سارة قائلة: «على الرغم من أنني أرى إن مصممي النظارات خرجوا عن دائرة الابتكار في التصميم ويلجأون إلى الموديلات القديمة، فإن موديلات النظارات هذا العام فعلا جذابة».

أما أسيل عماد، طالبة جامعية، فتقول: «كنت أحب النظارات من نوع ريبان لأناقتها وجاذبيتها على الرجل، ولكنها انتشرت بشكل كبير بين الشباب خلال الفترة الحالية فأصبحت شيئا عاديا أن تراه كل يوم، أخذت عيناك على رؤيته، ولكن في رأيي الدولش أكثر رقيا من النظارات الأخرى، والجميل في هذا العام أن تعود الموديلات القديمة لأنها أكثر جاذبية».

وتؤكد ديانا بدر، مهندسة ديكور، أن الأهم من نوع النظارة أو ثمنها أن يكون شكلها مناسبا للرجل، وعند شرائها يتم اختيارها بعناية فائقة، «بحيث تتناسب مع الوجه وقصة الشعر وكذلك استايل الملابس، وذلك لأن نظارة الشمس تكمل شخصية الرجل».


قيادي بالمجلس الانتقالي الليبي: الناتو دمر صواريخ بعيدة المدى في سرت

خير الله محمود: القذافي يواصل استعطاف الرأي العام ببث أخبار مغلوطة

القاهرة: عمرو أحمد
قال القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي، خير الله محمود، إن قوات حلف الناتو دمرت مواقع صواريخ بعيدة المدى يصل مداها لمئات الكيلومترات في مدينة «سرت»، وكانت تمثل خطرا على تقدم الثوار إلى العاصمة طرابلس، مضيفا أن نظام العقيد معمر القذافي يواصل بث أخبار مغلوطة في وسائل الإعلام التابعة له بهدف استعطاف الرأي العام.

وتابع محمود، الذي يشغل عضوية مجلس الأزمات بمنطقة الجبل الأخضر التابع للمجلس الانتقالي الليبي، قائلا إن اشتباكات عنيفة بين الثوار وأنصار القذافي وقعت أمس في مدينة الدفنية ومدينة تاورغاء الواقعتين على مشارف مصراته من ناحية الغرب. وأضاف أن قوات القذافي استخدمت المدافع والدبابات في مواجهة الثوار. وقال إن تلك المواجهات أسفرت عن استشهاد 7 من الثوار وجرح 40 آخرين، فيما وقعت إصابات بالعشرات بين جنود القذافي.

وأوضح محمود أن الإعلام الليبي لا يفصح عن العدد الحقيقي لمصابي كتائب القذافي، مشيرا في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من موقعه في منطقة الجبل الأخضر، أن منطقة البريقة الواقعة بالقرب من مدينة سرت مسقط رأس القذافي، تشهد عمليات كر وفر بين الثوار وقوات العقيد، كما كشف عن استسلام 33 ضابطا من قوات القذافي خلال اليومين الماضيين فقط، جنوب أجدابيا على الرغم من استخدام القذافي أسلحة متطورة.

وقال محمود إن الثوار يتقدمون وفق الخطط العسكرية المتفق عليها في الهجوم على المعسكرات التي تؤوي كتائب القذافي. وأشار إلى استيلاء الثوار على كميات كبيرة من السلاح من تلك المعسكرات.

وأضاف محمود، ردا على تصريح إبراهيم موسي الناطق الرسمي باسم حكومة القذافي لوسائل الإعلام، حول قذف قوات الناتو منازل مدنيين مما أدى إلى إصابات بعض المواطنين الليبيين، إن الإعلام الرسمي الليبي دائما ما يقوم بتضليل الرأي العام حيث أوضح أن قوات التحالف تقوم بضرب أهداف محدده وهذه الأهداف تمثل قواعد صاروخية أو أهدافا عسكرية في العموم، مشيرا إلى أن القذافي يحاول استعطاف الرأي العام العالمي لصفه بتلك الأخبار المغلوطة.

وتابع محمود أن القذافي في الوقت الراهن يبحث عن مفر بعد أن ضاق عليه الخناق خاصة مع تقدم الثوار ومحاصرة عشرات الكتائب التابعة له واستسلام وانشقاق العديد من عناصر قواته.

مسؤول في الخارجية المصرية لـ «الشرق الأوسط»: العلاقة مع إيران تتحدد بعد انتخابات البرلمان

بعد قول صالحي إن ضغوطا خارجية تؤثر على عودتها بين البلدين

القاهرة: عمرو أحمد
على غرار تصريحات الصحف الإيرانية التي تلحّ على عودة العلاقات بين مصر وإيران، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للوفد الشعبي المصري خلال الأسابيع الماضية، صرح علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني أن ما يعرقل عودة العلاقات بين البلدين هي الضغوط الخارجية على السلطات المصرية.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن مصر وإيران تربطهما علاقات تاريخية وطيدة منذ قديم الأزل، وتطور العلاقات بين البلدين سوف يحدد مسارها البرلمان المصري، بعد إجراء الانتخابات البرلمانية خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

ومن جانبها، نفت السفيرة وفاء بسيم، مدير مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية المصري، أمس، ما ذكره صالحي حول الضغوط الخارجية على مصر، حيث قالت إن «مصر دولة مستقلة ذات سيادة، وقراراتها ملكها وحدها، ولا تنتظر أي إملاءات أو توجهات خارجية تؤثر على مصالحها». وفيما يتعلق بعودة العلاقات المصرية - الإيرانية، أضافت السفيرة بسيم، أن وزير الخارجية المصري نبيل العربي أوضح أكثر من مرة أن يد مصر مفتوحة لإقامة علاقات جديدة مع كل دول العالم ما دام أن الجميع يبدي رغبته في عودة العلاقات مع مصر.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد صرح أن أسباب تأخر عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران ترجع إلى حجم الضغوط السياسية الخارجية التي تواجه مصر، على حد وصفه. وأضاف صالحي خلال حواره مع وكاله أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، أنه تباحث مع نظيره المصري الذي أعلن عن استعداده لعودة العلاقات، ولكن يبدو وجود قيود تمنع مصر من ذلك، على الرغم من أن الطرفين يسعيان إلى بناء علاقات تقوم على أساس الصداقة والتبادل التجاري على جميع الأصعدة.

وأوضح صالحي بقوله «ندرك الظروف المحيطة بمصر، ولا بد في النهاية من إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي لكن المصريين كما يبدو يحتاجون إلى مزيد من الوقت بسبب حجم الضغوط السياسية التي يتعرضون لها».

وكان وزير الخارجية المصري قد صرح خلال لقائه مع نظيره الإيراني في إندونيسيا على هامش مؤتمر حركة عدم الانحياز مؤخرا، أن مصر تفتح صفحة جديدة مع جميع البلاد، أعقبها اتهام السلطات المصرية لأحد أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية في مصر بمخالفة بروتوكول التعاون الدبلوماسي، وقامت بطرده.

على صعيد متصل بدأ الدكتور العربي جولة أوروبية، أمس، تشمل بلجيكا وستراسبورغ وألمانيا، على رأس وفد مصري، ومن المقرر أن يبدأ خلال جولته مباحثات مع عدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي لبحث تطورات الموقف في مصر بعد ثورة «25 يناير» وأهمية الدعم الأوروبي للاقتصاد المصري في هذه الفترة.

ليبيون يعالجون في القاهرة: كتائب القذافي ترتكب أبشع الجرائم في التاريخ

تحدثوا لـ «الشرق الأوسط» عن إصاباتهم وأكدوا ثقتهم في نجاح الثورة

أحد المصابين الليبيين في أحد المستشفيات بالقاهرة
القاهرة: عمرو أحمد
في أحد المستشفيات المتخصصة بضاحية مصر الجديدة في القاهرة، يتناثر العديد من الحكايات الموجعة، يرويها مواطنون ليبيون، اخترقت أجسادهم رصاصات كتائب القذافي، عقابا لهم على مطالبتهم بالحرية وبحياة عادلة.. لجأوا إلى مصر للعلاج بعد أن ضاقت المستشفيات في بلادهم بالجرحى والمصابين، وتهدم معظمها على يد كتائب العقيد، ناهيك بنقص الأدوية والمعدات والكوادر الطبية.

تتنوع مشاهد الحكايات وفصولها الدامية؛ فمنهم من فقد أخاه أمام عينيه ورآه وهو يلفظ آخر أنفاسه، ومنهم من يرتعد جسده ويبكي حينما يتذكر هول ما جرى، ومنهم من فقد الأمل في الحياة بعد أن أقعدته الإصابة عن الحركة، ومنهم من أصيب نتيجة خيانة بعض المندسين وسط الثوار.

حميد وهدان، من منطقة الجبل الأخضر وأحد أفراد الأجهزة الأمنية السابقة التابعة لحكم القذافي، يروي لنا كيف تعرض للإصابة وكيف انشق عن القذافي وهو رجل في جهاز الاستخبارات العسكرية الليبي، قائلا: «في يوم 20 فبراير (شباط) الماضي بدأ غضب الشعب الليبي وتكاتفه، بعد هجوم كتائب القذافي والمرتزقة، حيث قام 3 أشخاص من ذوي البشرة السوداء بالرقص والتهليل والتباهي بعد إطلاق النار وإصابة أو قتل أي شخص يمر في الشارع، حتى الأسرى كانوا يقتلونهم، مما أدى لاستفزاز الأهالي بعد مقتل أبنائهم أمام أعينهم، فتكاتفوا، كما انشق العديد من الأجهزة الأمنية عن القذافي، واستطاعوا بعد ذلك أن يسقطوا الوحدات العسكرية بكل أسلحتها». يتابع وهدان: «أما عن إصابتي واستشهاد أخي رحمة الله عليه، ففي عملية اقتحام مطار الأبرج كان معي اثنان من إخوتي، كنا في المقدمة نحاول عمل فتحات في جدار المطار لعبور الثوار، وكان جنود القذافي كثيرين ومعهم ذخيرة متنوعة.. حاصرونا وأطلقوا النار علينا، وحينها تم استشهاد أخي أمام عيني بعد إصابته بالعديد من الطلقات التي فتحت علينا كالمطر، ولفظ أخي آخر أنفاسه، وسيطر الثوار حينها على المطار، ونتيجة القصف الدائم أصبت في ركبتي بقدمي اليسرى بطلقة فصلت الركبة عن قدمي.. الحمد لله، الثوار الآن أقوى ويتقدمون وسوف ينتصرون».

ولا يريد عطية عبد الرحمن أن يتذكر ما حدث وقت إصابته؛ فحينما سألته، تغيرت معالم وجهه وقال: «لا أرغب في التحدث، ولا أريد أن أتذكر، لكن عمه المرافق له أخبرني أنه أصيب يوم 18 فبراير في مدينه شحات، وقت خروج المتظاهرين لتشييع جثمان بعض الشهداء، وفي مقدمتهم الصبية رقية فوزي (13 عاما) التي أشعلت الثورة في شحات بعد استخدام قوات القذافي أسلحة مضادة للطائرات وإطلاقها عشوائيا على مباني المدينة، مما زاد حماس أهالي المدينة، وقام الشباب بقطع طريق عودة المرتزقة من مدينة البيضا بعد معركة قوية هناك، ومواجهة كتيبة العقيد عبد القادر سلطان القذافي التي تتمركز في مدينة شحات، وأصيب عطية الذي كان في مقدمه الصفوف برصاصة في الركبة أدت لتهشم المفاصل بعد إطلاق النار العشوائي الكثيف الذي أدى لاستشهاد العديد من الثوار، فهذه الذكري أليمة بالنسبة لعطية لأنه رأى أصدقاءه يستشهدون أمامه ويتساقطون على الأرض وسط الدماء، وبعدها ظل عطية يعالج في ليبيا حتى 7 مارس (آذار) الماضي، ثم جاء إلى مصر لاستكمال العلاج، وهو الآن يرتدي جهازا حديديا بطول ساق قدمه ولا يتحرك إلا بعكازين».

أما الشاب عبد الله فرج الذي أصيب نتيجة خيانة أحد المندسين، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «في يوم 22 مارس (آذار) وأثناء مواجهة الثوار مع قوات القذافي في الجبل الأخضر، كان هناك شخص مندس بيننا، وكنا مختبئين في مكان متفق عليه لا يعرفه إلا نحن، وسنخرج لمفاجئة الكتائب والمرتزقة لإيقاع خسائر فيهم وتحقيق مكاسب للثورة، وفوجئنا بإطلاق 20 صاروخا علينا من جراج، وانفجر صاروخ أمامي وآخر خلفي ودخلت في جسدي شظية كبيرة من بقايا الصاروخ في منطقة الحوض الخلفي وتم استخرجها».

ويروي طارق من مدينة شحات أنه «بعد استخدام قوات القذافي أسلحة مضادة للطيران وإطلاقها عشوائيا على المواطنين ومباني المدينة، تم ضربي بطلقات خارقة حارقة التي لا تتحملها الأجسام الصلبة وتسببت في حدوث إعاقة في قدمي».

ويقول خالد عبد العزيز: «خرجنا في مظاهرة يوم 16 فبراير في مدينة البيضا، فأطلق الأمن الداخلي الليبي النار علينا وأصبت برصاصة دخلت في الحوض، ونقلت إلى السلوم لاستكمال العلاج ومنها إلى القاهرة».

وبصعوبة، قال عبد الحفيظ عوض من مدينة بنغازي إن قوات القذافي أطلقت الرصاص على عموده الفقري، لذلك فهو لا يستطع التحرك ولا التحدث بشكل سليم نتيجة شده الإصابة، ولكنه قال إن «المشهد كان صعبا.. تمت خيانتنا من الأمن الداخلي»، وظل عبد الحفيظ يحمد الله ويدعو لنصرة الثورة.

الوضع نفسه يعانيه يونس من مدينة بنغازي.. فهو لا يستطع التحدث بشكل جيد، ولكنه قال في صوت منخفض: «أصبت أسفل بطني على يد الأمن الداخلي ولجان ثورية هجموا علينا في وحدة سكنية بمنطقة شب علاف، وكنا حينها نلتزم بالسكن ولم نخرج إلى الشوارع فأطلقوا علينا النيران وقتلوا العديد، وكانوا يصوبون الطلقات على القلب والرأس والبطن، ومات كثيرون، ولا أتذكر ما حدث بعد ذلك، وبعد عدة أيام تم نقلي إلى القاهرة».. ثم ابتسم يونس وأشار بأصابعه بعلامة النصر.


منصور العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: الثوار يستعدون لدخول سرت وطرابلس.. والقضاء على القذافي

أول ضابط ينشق عن النظام الليبي : القذافي مختبئ تحت الأرض.. ويتنقل بين مستشفى للولادة وإحدى الكنائس

العقيد طيار منصور العبيدي
عمرو أحمد
كشف العقيد طيار صالح منصور العبيدي، عن اعتزام ثوار ليبيا غزو مدينة سرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي، ومدينة طرابلس (شمال غربي ليبيا)، خلال هذه الأيام، للقضاء على «بقايا نظام القذافي والمرتزقة الذين استأجرهم من الدول الأفريقية لقتل الثوار».

وأكد العبيدي، الذي يعد أول ضابط في الجيش ليبي انشق عن نظام القذافي، في حوار مع «الشرق الأوسط» أثناء وجوده بمدينة الإسكندرية، أن القذافي انتهى ولم تبق سوى أيام قليلة حتى يسقط نظامه، موضحا أن هناك خلافات بين القذافي وأبنائه، تكمن في أنهم يريدون أن يتركوه ويهربوا خارج البلاد. وقال العبيدي إن القذافي مختبئ تحت الأرض حاليا كما يتنقل بين مستشفى للولادة وإحدى الكنائس، حتى لا تستطيع قوات التحالف القضاء عليه. ونفى العبيدي الحصول على إمدادات سلاح من أحد، وأكد أن الثوار يجمعون سلاحهم من السيطرة على معسكرات تابعة لقوات القذافي ثم يطورونها. مؤكدا أن القذافي عرض عليهم أكثر من مرة الملايين من الأموال للتراجع، لكنهم رفضوا وأصروا على استكمال ثورتهم، التي اعتبرها «من عند الله». وهنا نص الحوار:

* ماذا كان دورك في الجيش الليبي قبل انشقاقك عن قوات القذافي؟

- دخلت الجيش بطريقة التوجيه كالعديد من الشباب في ليبيا، حيث إنه بعد إنهاء دراسة الثانوية العامة، فإن 70% من الطلبة يجبرون على الانضمام إلى الجيش. وتخرجت من الكلية الجوية في مدينة مصراتة عام 1984، وعملت في العديد من القواعد الجوية. وأخر منصب لي كان قائد التموين والإنتاج في المنطقة الشرقية من البلاد. وقدر رفضت الدخول في اللجان الثورية العسكرية أو المدنية أو حضور اجتماعاتهم.

* وماذا يعني عدم إدراج اسمك في اللجان الثورية؟

- يعني أنك تعارض الطاغية القذافي، وانضمامك لها يعني بأن ولاءك للقذافي، وهذا يعود عليك بأن تصبح ذا مال وسلطة، حتى إن كنت مستجدا في لجانه، ولكني رفضت الانضمام لها، وكان يعرف عني معارضة القذافي والجرأة منذ شبابي، وأن لي ردود فعل تجاه المهازل التي يرتكبها القذافي.

قبل الثورة، كنت أعارض، دون الظهور على الصورة بشكل مباشر ودائم، لكن كل من يحيط بي وقادتي كانوا ينصحونني بالهدوء. وفي عام 2001 كنت أتولى مهمة على الحدود الليبية -المصرية، واكتشفت أن القذافي زرع ألغاما، ويقول إن من زرعها هم الإيطاليون، وكانت الألغام حديثة ومصنوعة من البلاستيك، أما الألغام القديمة فكانت تصنع من المعدن. ولما اكتشفت ذلك استدعوني في المخابرات العسكرية، وهددت لعدم التحدث في هذا الأمر مرة أخرى، ونقلت إلى غرب البلاد في موقع معزول.

* ما الأفعال التي قام بها القذافي وتعتبرها «جرائم» أشعلت ثورة الغضب في ليبيا؟

- لو تحدثت عن أفعال القذافي في حق شعبه لن ينتهي كلامنا.. القذافي أفسد البلاد والعباد، ولو كان هناك قرآن آخر ينزل في شخص بعد فرعون لنزل في القذافي، فقد تسبب في انتشار الرشوة والسلب والنهب.. معمر كان يصرف الأموال على أتباعه، ويعلي من شأنهم للحفاظ على الكرسي.

أما إذا تكلمنا عن نهبه للبلاد؛ فالجميع يعلم أنه ما في ليبيا من ثروات بترولية، وكان يقول لا شأن لكم بالبترول. الآن يبيع برميل البترول بسعر 1.30 قرش ويدخل في خزانة الدولة 30 قرشا فقط، والباقي يصرفه على نفسه وعلى شراء ذمم الناس. يصرف 200 مليار دولار على البلدان الأفريقية، وشعبه محتاج للتعليم والصحة. الشعب الليبي عدده خمسة ملايين نسمة، وبه 30% بطالة، أهذا يعقل؟ وإذا كان ابنه المعتصم انقلب عليه من قبل، فماذا ينتظر من الشعب الليبي؟

* ماذا عن دور القبائل الليبية في وقف هذا الفساد قبل أن يتفاقم وينتشر إلى هذا الحد؟

- القذافي كان يحجم القبائل ولا يجعل لها دورا في السياسة ولا يشركها في أي شيء، أما من شاركه منهم في جرائمه فكانوا مقربين منه، وجعل لهم مكانة في المجتمع، ولهذا اقتصر دور القبائل على الصلح بين أولاد عمومتهم وحل المشكلات البسيطة.

* ألم يكن لمجلس قيادة الثورة الليبية موقف من كل هذا؟

- بقي من مجلس قيادة الثورة ثلاثة أعضاء فقط ليست لهم سلطات ولا يستطيعون حل أي مشكلة، وهم الفريق أبو بكر يونس، واللواء الخويلدي الحميدي، واللواء مصطفى الخروبي، أما السلطة والصلاحيات فهي في يد أبناء القذافي فقط، أما باقي أعضاء المجلس الـ12، فقد حبسهم، ومنهم من استقال، بينما وضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية في منازلهم.

* متى قررت الانشقاق عن الجيش الليبي؟ وهل كان قرار فرديا أم جماعيا؟

- قرار الانشقاق كان فرديا، وأنا أول ضابط في الجيش الليبي قرر الانشقاق عن القذافي يوم 18 فبراير (شباط) الماضي، وقد جمعت المعسكر الذي أرأسه وأعلنت انشقاقي.

وقال لي أفراد المعسكر نحن معك يا أبو منصور (العقيد صالح)، وفي اليوم نفسه انشق الجيش في منطقة طبرق التي أوجد بها بالكامل، وقبل أن تقوم الثورة بأسبوع ذهبت إلى طرابلس لجس نبض الناس، وتحدثت إلى بعض الزملاء في الجيش وإلى العامة، ووجدت أن الناس جاهزون وينتظرون قيام ثورة.

* هل اتخذت إجراءات لملاحقتك؟

- بعد قيام الثورة، استطعنا الحصول على قائمه تابعة لقوات القذافي أدرج فيها اسمي واسم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتصفيتنا، وقد أرسلت من يخبر السيد عمرو موسى بذلك.

وفي البيت قلق أهلي من موقفي، وقالوا لي إنه من الممكن أن يتم حبسك. لكنني قلت لهم أنا أخذت القرار ولن أرجع فيه، وإن من يستشهد ليس بأفضل مني. إذا نجحنا وفقنا الله، وإن لم ننجح سنهرب من البلاد.

إلا أنني كان لدي إحساس داخلي بأن هذه الثورة التي يتزعمها مصطفي عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، هي ثورة من عند الله، وعلى الرغم من عرض القذافي علينا لأكثر من مرة ملايين الأموال للتراجع عن ثورتنا، فإننا لم نتراجع عن قرارنا.

* هل كنت تتوقع حدوث الثورة في ليبيا؟

- توقعت ذلك، لكن لولا نجاح الثورة في تونس ومصر لما قامت الثورة في ليبيا، ولو لم يسقط النظام في مصر لفسدت الثورة الليبية، وكان الرئيس المصري السابق حسني مبارك قد أغلق الحدود وساعد القذافي.

* ماذا كانت مطالب الثورة في البداية؟ وهل طالبتم بسقوط القذافي منذ اليوم الأول؟

- لما قامت الثورة كانت سلمية وكانت عبارة عن مطالب إصلاحية، لكن استخدام معمر القذافي لأساليب قمعية ضد الثوار من قصف جوي وبري وبحري واستئجار مرتزقة بأموال الشعب ليقتلونا.. كل هذا صعد من مطالب الثورة، وطالب الثوار بإسقاط النظام.

* بعد قصف قوات التحالف مواقع عسكرية وجوية ليبية، ما مصير قوة القذافي الجوية الآن؟

- القذافي كانت لديه طائرات من طراز «سوخوي 24» و«مي 35» هليكوبتر روسية الصنع، و«ميراج» فرنسية الصنع مطورة.. الآن أغلبها دمر وانتهى السلاح الجوي والبحري منذ دخول قوات التحالف. وقبل الثورة بيومين نقل القذافي جميع الطائرات من المنطقة الشرقية للبلاد إلى قاعدة سرت (مسقط رأسه) حيث كان لديه إحساس بأن شيئا ما سيحدث في شمال البلاد.

* ما مصدر القوة في جيش القذافي الآن التي قاوم بها؟

- الكتائب الأمنية التي يشكلها القذافي من الشباب، وهم في سن 15 سنة؛ فاللجان الثورية تأتي بالشباب بعد تركهم المدرسة، ويتدربون 6 أشهر، ويأخذون مرتبات عالية؛ أعلى من مرتبات الجيش، وصلاحيتهم أعلى مثل الحرس الثوري في إيران. بحيث توجد في كل محافظة كتيبة، يقولون كل شيء عن الناس ويخبرون به مثل المخبرين.

* هل تقوم كضابط في الجيش بتدريب الثوار على مواجهة كتائب القذافي؟

- أغلب الثوار دخلوا الجيش فحصلوا على تدريب. وفي المنطقة الشرقية، نعيش كالبدو، فلدينا خبرة باستعمال السلاح، أما من ليس لديه خبرة، فيقوم ضباط الجيش الذين حاربوا في أفريقيا بتدريب الشباب في مراكز تدريب تابعة للثوار في كل المحافظات.

* من أين تأتون بالأسلحة؟ وهل تلقيتم إمدادات من بعض القبائل أو من بعض الدول؟

- لا لم نحصل على إمدادات سلاح من أحد، ولكن حينما كنا نسيطر على معسكر تابع لقوات القذافي نستولي على الأسلحة التي فيه، وهي أسلحة خفيفة لكن الليبيين طوروا هذه الأسلحة؛ مثلا، يأخذون رشاشات الطائرات القديمة ويطورونها. الليبيون خلال الثورة قدموا فكرا حربيا جديدا.

* ما مصير الأسرى من قوات القذافي الذين تلقون القبض عليهم؟

- نحن نعامل الأسرى وفق القوانين الدولية المتعارف عليها، لا نؤذي أحدا ولا نسفك دماءهم، أما القذافي فبمجرد وقوع أسير في يده يستجوبه ويعذبه ثم يقتله ولا يراعي القوانين، وحينما نتحدث مع الأسرى نكتشف أنه غرر بهم والقذافي أخبرهم أنهم في حرب ضد الجماعات الإسلامية. للأسف هم في عزلة لا تلفزيون ولا هواتف ولا أي شيء.

* أين يوجد القذافي الآن؟

- القذافي يعيش في مكان ما تحت الأرض. ولما قال أنا في مكان لا يخطر على قلب بشر كان يتنقل بين مستشفى للولادة وإحدى الكنائس في طرابلس، فهو يعلم أن قوات التحالف لن تقذف أي مستشفى أو كنيسة. وأقول: «يا من كنت تقول للشعب يا جرذان.. من الآن الذي يعيش تحت الأرض يا قذافي؟».

* هل يعتزم الثوار التخطيط لهجوم أقوى للقضاء على نظام القذافي في المرحلة المقبلة؟

- بالفعل خلال هذه الأيام سيكون هناك هجوم على سرت (أكبر ترسانة عسكرية) التي حاصرها القذافي بالألغام، ويتزامن معه هجوم الثوار والمنشقين حديثا على مدينه طرابلس في الوقت نفسه لإسقاط نظام معمر المستبد.

* هل تتوقع قيام القذافي بعمليات نوعية جديدة لمفاجئة قوات التحالف أو قوات الثوار؟

- لدي معلومات مؤكده من قريبين من القذافي بأنه يريد استغلال وقت امتحانات الطلبة في مدينة طرابلس ليمتحنوا ويفجر المدارس، ويدعي أن قوات التحالف هي من دمرتها، كما كان القذافي يقذف ويدمر مواقع مدنية وقت هجوم قوات التحالف الجوي ليقنع الناس أن من يخرب البلاد هم الثوار وقوات التحالف.

* في حال نجاح الثورة وسقوط نظام القذافي، ماذا سيكون مصير مؤيدي القذافي والمرتزقة؟

- سوف يحاكمون ما لم يتخلوا عنه الآن قبل سقوط النظام، وحتى المرتزقة ممن يحملون الجنسية الليبية، لأن القذافي أعطى خلال الأيام الماضية الآلاف منهم الجنسية الليبية، واستخرج لهم بطاقات حديثة الصدور.

* وماذا سيكون مصير المجلس الانتقالي؟

- المجلس الانتقالي أعلن عن عدم توليه أي سلطات في البلاد بعد إقرار الدستور ونجاح الثورة الليبية، ونتطلع لإقامة وحدة وطنية بين الثورة المصرية والليبية والتونسية في كل المجالات، والآن هناك نقاش حول هذا الاقتراح.

* إذا أردت أن توجه رسالة معينة للقذافي ماذا ستقول له؟

- أقول له: أنت انتهيت يا قذافي، أولادك يريدون الحياة والهرب منك، وأولاد عمومتك وأقرب الناس لك منشقون عنك. ستكون وحيدا ولا أحد بجوارك، انشق كثير من جنودك المحيطين بك ويريدون الهرب وتمنعهم، ومن يرفض الأوامر يقتل. نجحت الثورة يا قذافي وستحاكم محاكمة وطنية، وسيطبق عليك أشد العقاب على الجرائم التي ارتكبتها، إن استطعت أن تهرب فستكون نفدت بحياتك، والشعب الليبي في كل ليبيا يؤيد المجلس الانتقالي برئاسة مصطفى عبد الجليل وموافق على جميع إجراءاته الداخلية والخارجية، حتى أقرب المقربين لك معترفون به، ويرسلون لنا: متى ستأتون وتخلصوننا منه؟

الثوار يهيمنون على معقل قبيلة الزعيم الليبي بمصر ويعدون لـ«تحرير» سرت

العقيد العبيدي لـ «الشرق الأوسط»: معركة فاصلة قريبا بمسقط رأس القذافي

الفيوم (مصر): عمرو أحمد
بعد أشهر من إرسال المراسيل والوفود، ومحاولات الاستقطاب من جانب نظام العقيد الليبي معمر القذافي، تمكن ثوار ليبيا من الهيمنة على معقل قبيلة الزعيم الليبي بمصر، الواقعة في عدة تجمعات جنوب وغرب القاهرة، فيما يعدون، في داخل ليبيا لـ«تحرير» مدينة سرت، مسقط رأس القذافي. وقال العقيد طيار صالح منصور العبيدي، عضو الوفد الليبي المعارض، الذي يزور حاليا محافظة الفيوم جنوب العاصمة المصرية: خلال أيام ستكون معركة فاصلة في منطقة البريقة لتحرير مسقط رأس القذافي في سرت، التي تعتبر محطة استراتيجية لوصول الثوار إلى طرابلس.

وتعتبر الفيوم من أكبر المحافظات المصرية التي يتركز فيها أبناء القبائل العربية التي لها امتداد داخل مصر وليبيا، مثلها مثل محافظات مطروح والبحيرة والفيوم والمنيا وعدة محافظات أخرى في صعيد مصر، ومنها قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي. ومنذ اندلاع ثورة «17 فبراير» المناهضة للحكم في طرابلس، حاول نظام القذافي استقطاب أبناء هذه القبائل لمناصرة النظام عدة مرات دون جدوى.

وفي مؤتمر عقد بالفيوم الليلة قبل الماضية، أعلن 7 قبائل بمصر–ممن لها امتداد كبير في ليبيا–الاعتراف بالمجلس الانتقالي، وثورة «17 فبراير» التي تدعو لإسقاط حكم القذافي. كما اعترفت معظم قبائل محافظة الفيوم بالثورة الليبية خلال اجتماع لممثليها مع الوفد المبعوث من المجلس الانتقالي ببنغازي الذي يرأسه مصطفى عبد الجليل.

وخلال المؤتمر الشعبي الذي عقدته تلك القبائل في محافظة الفيوم مع الوفد الليبي المعارض، وقف مشايخ وعمد ما لا يقل عن 7 قبائل عربية تتركز في مصر ولها امتداد كبير داخل ليبيا، دقيقة حدادا على أرواح «شهداء» الثورة الذين يكافحون من أجل إسقاط حكم القذافي.

وشارك في المؤتمر مشايخ الكثير من القبائل، منها «الحرابي» و«فايد» و«نحاسة» و«العبيدات» و«البراعصة» و«سمالوس» و«الأدارسة». وأعلن قادة هذه القبائل الاعتراف بالثورة الليبية وبالمجلس الانتقالي، وتقديم يد العون لـ«امتدادها القبلي في ليبيا الذي يعاني من حصار وقصف من قبل النظام الحاكم في طرابلس»، قائلة إنها ستدعم الثور «ماديا ومعنويا» من أجل إسقاط حكم القذافي. ولم يكن لفرع قبيلة القذاذفة بمحافظة الفيوم، التي يؤيد جزء منها القذافي، أي ظهور في المؤتمر.

وضم وفد المجلس الانتقالي الليبي إلى الفيوم، الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر جنوب القاهرة 15 شخصية من قادة المعارضة، وممثلين عن المجلس الذين قدموا إلى مصر للتأكيد على مدى التلاحم بين الشعب الليبي والقبائل العربية المصرية التي لها امتداد في ليبيا، خاصة بعد مزاعم للتلفزيون الرسمي الليبي قال فيها إن هذه القبائل تؤيد العقيد القذافي، ولا تدعم ثورة «17 فبراير».

وقال خير الله محمود، رئيس الوفد المبعوث من المجلس الانتقالي الليبي: «جئنا إلى مصر لشكر الحكومة والقبائل العربية في جميع أنحاء مصر على موقفهم المشرف تجاه الثورة الليبية، واعترافهم بالمجلس الانتقالي الليبي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كلفنا من المجلس الانتقالي الليبي بزيارة كل القبائل العربية في مصر بداية من مرسى مطروح إلى صعيد مصر، ودعوتهم لحضور ملتقى القبائل العربية في منطقة الجبل الأخضر وزيارة المدن التي سيطر عليها الثوار في ليبيا».

وعن الوضع الحالي في ليبيا، أوضح محمود أن جميع المدن الليبية سواء المحررة أو غير المحررة، بها ثورة ضد نظام القذافي، لكن المدن غير المحررة تطوقها كتائب القذافي والمرتزقة. وأضاف «بقي القليل على إسقاط حكم القذافي، وهو الآن يبحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق الذي وضع نفسه فيه، ولأننا شعب مسالم فإننا نريد سرعة رحيله لإيقاف نزف الدماء».

وقام الوفد الليبي خلال اليومين الماضيين بزيارة معاقل للقبائل العربية غرب مصر، وذلك في مدن مرسى مطروح وسيوة، وأخيرا الفيوم. ويعتزم الوفد الليبي أيضا زيارة عدة مدن أخرى بالصعيد، لدعوة القبائل العربية بمصر لزيارة الأراضي الليبية التي سيطر عليها الثوار.

ومن جانبه، قال عضو الوفد الليبي العقيد طيار صالح منصور العبيدي، وهو أول ضابط ينشق عن النظام الليبي وينضم للثوار، إن القذافي كان قلقا تجاه ولاء المنطقة الشرقية للبلاد لنظام حكمه، منذ نحو عشرين عاما، وهذا ما جعله لا يسلحها بقوة، مما أدى إلى نقص السلاح لدى الثوار منذ بداية ثورة «17 فبراير»، لكنه قال إن الثوار يثبتون يوما بعد يوم نجاحهم، إضافة إلى وجود انشقاقات بين صفوف قوات القذافي، وزاد قائلا إنه خلال أيام «ستكون هناك معركة فاصلة في منطقة البريقة لتحرير مدينه سرت، مسقط رأس القذافي التي قطعت عنها الإمدادات العسكرية».

ووصف عضو الوفد الليبي الدكتور عبد الناصر شماطة، أستاذ علم الاجتماع في إحدى الجامعات الليبية، بأن كل المؤشرات في ليبيا توضح أن إسقاط النظام سيكون خلال وقت قريب جدا خاصة بعد أن أصبحت كل القوى والتيارات السياسية داخل ليبيا وعلى مستوى العالم ضد القذافي وتدعم بقوة الثورة الليبية، كما أن هناك انشقاقات بين قوات القذافي تحدث يوما بعد يوم.

من جهته، أكد الدكتور عبد المنعم الحر، أستاذ القانون الدولي في جامعة القاهرة وأحد ممثلي المجلس الانتقالي الليبي بمصر، أن أحد أسباب زيارة الوفد الليبي المعارض ترجع إلى ظهور أشخاص على بعض قنوات التلفزيون يتحدثون بلسان القبائل، ويعلنون تأييدهم للقذافي «فجئنا لتكذيب هذا الكلام ولنؤكد على مدى التحام إخواننا الموجودين في الساحة المصرية ممن لهم امتداد قبلي في ليبيا».

وأضاف الدكتور الحر أن النظام الليبي فقد شرعيته منذ الأيام الأولى للثورة، وأصبح معزولا داخليا وخارجيا، وأن القذافي لم يعد يمثل إلا نفسه، لكنه أشار إلى أن الاعتراف القانوني بالثورة لا يتم إلا بإسقاط العاصمة أو سيطرة الثوار عليها.

وتابع الحر قائلا «نحن نرحب بأي مبادرة من إخواننا العرب إذا نصت على خروج المرتزقة وعودة قوات الكتائب الأمنية، التي تسببت في خراب البلاد، إلى معسكراتها، وأن تفك الحصار عن المدن وأن يرحل القذافي، وإذا تم القبض عليه فسيحاكم في محكمة وطنية ليبية، ولا يحاكم في المحاكم الدولية لأنها لا تجيز حكم الإعدام».

وأشار ياسين السمالوسي، رئيس اتحاد الثوار العرب إلى أن تأييد القبائل العربية في مصر للثورة في ليبيا يعطي الثورة الليبية دافعا وحافزا كبيرا لتحقيق نجاح الثورة. وأضاف «القبائل العربية تدعم الثورة الليبية ليس لأنهم أولاد عمومة وتربطهم علاقات قرابة منذ أكثر من 300 عام، ولكن لأن الشعب الليبي له مطالب مشروعة، فالشعب الليبي كان مسلوب الإرادة والحرية قبل قيام ثورة 17 فبراير. ليس هذا فقط بل القبائل العربية تدعم جميع الثورات العربية في المنطقة».


ليبيون يتظاهرون أمام مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.. ويهددون بتصعيد احتجاجهم

طالبوا بإيقاف 3 قنوات ليبية تابعة للقذافي

القاهرة: عمرو أحمد
نظمت الجالية الليبية في مصر واتحاد الثوار العرب، الذي يضم ناشطين ليبيين وسوريين وعراقيين ويمنيين، وقفة احتجاجية أمس أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة 6 أكتوبر (جنوب القاهرة)، للمطالبة بوقف القنوات الليبية التي تخضع لهيمنة العقيد معمر القذافي، وهي قناة «الجماهيرية» وقناة «الشبابية» وقناة «الرياضية»، التي تذاع على «النايل سات».

ووسط هتافات «يا قذافي موت موت.. الشعب الليبي لا يموت»، و«جاك الدور جاك الدور.. يا معمر يا ديكتاتور»، أعرب المتظاهرون الذين وقفوا أمام مدينة الإنتاج الإعلامي من الثانية عشرة ظهرا بتوقيت القاهرة، عن رفضهم بث القنوات الثلاث لما تذيعه من مواد إعلامية، مشوهة ومزيفة، ولا تراعي المهنية والأمانة في التعاطي مع أحداث القمع التي يمارسها القذافي ضد الثوار منذ بداية الثورة الليبية التي اندلعت في 17 فبراير (شباط) الماضي، كما أنها لا تعبر عن حالة الشارع الليبي، وإنما هي قنوات تخدم أهداف نظام معمر القذافي.

وطالب عشرات المتظاهرين من الليبيين المعارضين لنظام القذافي بإيقاف القنوات الثلاث، التي تتسبب في تضليل الرأي العام داخل الأراضي الليبية وخارجها. ورفض المتظاهرون عدم إيقاف «النايل سات» هذه القنوات بحجة أن القذافي يمتلك عدة أسهم بها، واقترحوا في المقابل إعادة بث «قناة الحرة الليبية» التي تعبر عن الثورة داخل ليبيا وحالة الشارع الليبي الذي يشهد العديد من المواجهات الدامية بين الثوار وقوات القذافي، وتفشي حالات القمع التي يمارسها مرتزقة القذافي، وكذلك انتصارات الثوار. وقال ياسين السمالوسي، معارض ليبي، ورئيس اتحاد الثوار العرب لـ«الشرق الأوسط»: «نظمنا هذه الوقفة مع الجالية الليبية في مصر لإيقاف القنوات الثلاث التي تنقل الأكاذيب والإشاعات التي يبثها معمر القذافي، وحتى لا تكون هذه القنوات معبرة عن وجهة نظر واحدة، وهي وجهة نظر معمر الكاذبة، طالبنا بقطع بث القنوات الثلاث أو إعادة بث (قناة الحرة الليبية) التي تعبر عن الثورة الليبية وحقائق الانتهاكات والاغتيالات التي يمارسها نظام القذافي ويخفيها إعلامه الكاذب عن العالم».

أضاف السمالوسي: «لا بد أن تتفهم إدارة (النايل سات) أن ما يبث يخالف ما يحدث على أرض الواقع ولا صحة له، وإنما هي قصص وخرافات اختلقها معاونو القذافي لتضليل المشاهد. ومن ثم، لا بد أن تكون المعاملة بالمثل، ثم لماذا تكون هناك قنوات تخدم النظام المستبد، ولا توجد أخرى تخدم الثورات؟ أين احترام الثورات التي تطالب بالحرية، وإقالة نظام استمر يحكم باستبداد لمدة 42 عاما هو الحاكم وهو كل شيء؟».

واتفق معه محمد، معارض ليبي، على ضرورة منع هذه القنوات الثلاث، وتابع قائلا: «إذا لم يتخذ قرار سريع من شركة (النايل سات) سواء بقطع بث هذه القنوات أو إعادة بث (قناة الحرة الليبية)، فسنجدد دعوانا بالتظاهر مرة أخرى وسنصعد هذا الموضوع حتى يتم حسمه».

مصدر مصري مطلع: القاهرة طردت الدبلوماسي الإيراني المتهم بالتجسس

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه غادر لبلاده على طائرة متجهة إلى دبي

القاهرة: عمرو أحمد
قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن القاهرة طردت أمس الدبلوماسي الإيراني سيد قاسم الحسيني المتهم بالتجسس على مصر ودول الخليج، وأضاف أنه غادر البلاد بالفعل على متن طائرة إلى دبي، بسبب عدم وجود خطوط طيران مباشر من القاهرة إلى طهران، فيما أفادت مصادر مطار القاهرة الدولي أن الحسيني غادر متجها إلى دبي على متن طائرة تابعة للخطوط الإماراتية، والتي كان على متنها وفد شعبي مصري متجه لإيران لدراسة عوده العلاقات بين البلدين والتي انقطعت منذ عام 1979 وقت قيام الثورة الإيرانية.

ويأتي سفر الدبلوماسي الإيراني الذي يعمل ببعثة مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة عقب إعلان السلطات المصرية عدم رغبتها في وجوده في البلاد بعد ما ورد عن قيامه بالتخابر ضد البلاد واستغلاله حالة الانفلات الأمني في مصر.

وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على الدبلوماسي الإيراني بعد أن قالت التحريات الأمنية إنه خالف بروتوكول التعاون الدبلوماسي وقام بتكوين عدد من الشبكات الاستخباراتية وكلف عناصر بجمع معلومات عن مصر منذ ثورة 25 يناير التي أدت إلى إسقاط حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مستغلا الوضع الأمني للبلاد، بالإضافة إلى جمع معلومات عن بعض دول الخليج العربي، وتم التحقيق مع الدبلوماسي الحسيني في نيابة أمن الدولة العليا وأفرج عنه بعد إخطار الخارجية المصرية نيابة أمن الدولة بأنه شخص دبلوماسي.

وفيما يتعلق بموقف الخارجية تجاه مكتب رعاية المصالح الإيراني بمصر، قالت السفيرة منحة باخوم المتحدثة باسم الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة الخارجية المصرية حتى الآن لم تأخذ قرارا بهذا الشأن وجار مناقشة الأمر في الوقت الراهن.

من جهته، أكد مصدر مطلع بمكتب رعاية المصالح الإيراني بالعاصمة المصرية القاهرة أن الدبلوماسي الإيراني الحسيني سافر خارج البلاد أمس، نتيجة إنهائه مهامه الوظيفية في مصر والتي استمرت 5 سنوات.

وأوضح المصدر أنه ليس لديه تعليق حول طلب السلطات المصرية طرد الحسيني خارج البلاد أو عدم الرغبة في وجوده واصفا إياها بالتكهنات، ونفى المصدر كل الاتهامات التي وجهت للدبلوماسي وهي التهم المتعلقة بالتخابر لصالح إيران بقصد الإضرار بمصالح مصر.

أما عن موقف مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر بعد إلقاء القبض على دبلوماسيها فقال المصدر: إننا نكتفي باعتذار شفاهي من الخارجية المصرية، نتيجة إلقاء القبض على الدبلوماسي الإيراني والذي يتمتع بحصانة لا تسمح بإلقاء القبض عليه.

وعلق وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فيما يتعلق بالدبلوماسي الإيراني بقوله إن هذه القضية كانت مجرد سوء فهم لكنها عولجت بسرعة، وإن هذا الشخص يزاول مهامه العادية، وأوضح صالحي لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن العلاقات بين طهران والقاهرة تخطو على طريق إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وينبغي الصبر في عملية تحسن العلاقات بين البلدين.

وكان الوفد الشعبي المصري قد غادر البلاد أمس متجها إلى إيران على متن الطائرة التي أقلت الدبلوماسي الإيراني «المطرود» وتأتي زيارة الوفد الشعبي في إطار السعي لعودة العلاقات المصرية الإيرانية، ويضم الوفد الشعبي عددا من النشطاء المصريين، منهم وائل الإبراشي، والمحامي عصام سلطان، والدكتور إبراهيم زهران، والدكتور جمال زهران، والمستشار محمود الخضيري، والشيخ علاء أبو العزايم، والفنان عبد العزيز مخيون، وأحمد طه النقر، وشاهنده مقلد.

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

السفير الأفغاني في القاهرة: قادرون على حماية بلادنا بعد خروج قوات التحالف

نصير نور لـ «الشرق الأوسط»: بن لادن تسبب في وصم المسلمين بالإرهاب

د. نصير أحمد نور السفير الأفغاني في القاهرة (تصوير: عبدالله السويسي)
القاهرة: عمرو أحمد
قال الدكتور نصير أحمد نور، السفير الأفغاني في القاهرة، إن مواقف بن لادن وتنظيم القاعدة أضرت الإسلام والمسلمين وتسببت في وصفهم بالإرهابيين.

ودعا نور في حوار مع «الشرق الأوسط» خليفة بن لادن وأتباعه لتغيير نهجهم. وحول الأوضاع داخل أفغانستان، أكد السفير نور أنه «لا توجد أزمة أمنية حاليا، وأن القرى الأفغانية آمنة والاضطرابات بعيدة عن أراضينا»، مشيرا إلى قدرة بلاده على السيطرة على الأوضاع حال خروج قوات التحالف، وقال: «نحن لا نخاف أي شيء، وقادرون على حماية أمن بلادنا».

وعن كيفية استقباله لخبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، قال نور إنه بعد خروج السوفيات من أفغانستان اختلف توجه بن لادن، كما اختلف توجه حركة طالبان، وتسببت تصرفاتهم في وصف الإسلام بالإرهاب، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وهو ما دفع الدول الغربية لمحاربته ودخول بلادنا، وأصبحت الدول الإسلامية تلجأ إلى الغرب بدلا من أن تتقارب فيما بينها، مشيرا إلى أن علمه بمقتل بن لادن جاء من مصدر الحدث نفسه، وهو أميركا، وقال: «على الرغم مما تناولته وسائل الإعلام والصحف من جدل حول توقيت الإعلان عن قتله، فنحن لا نستطيع أن نجزم بأن بن لادن مات في ذلك التوقيت أو لم يمت، وإذا كان لدى أحد أدلة كافية لإثبات صحة كلامه بعكس ذلك فليقدمها».

وعما إذا كان يعتقد أن بلاده شاركت في عملية قتل بن لادن، قال إنها «لم تشارك»، لافتا إلى انشغال بلاده بأمورها الداخلية واستقرار أمنها، و«ما حدث كان خارج أراضينا، وعلى الرغم من ذلك لم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى هذا الحد».

وقال السفير نور عن حقيقة الدور الباكستاني في عملية مقتل بن لادن: «في البداية يجب أن نعلم أن باكستان تتمتع بشراكة استراتيجية مع الدول الغربية، خاصة أميركا، منذ أواخر الحرب الباردة، وهذه العلاقة مستمرة حتى الآن، أما بخصوص المناوشات الكلامية بين الجانب الباكستاني والأميركي والتصريحات المتناقضة لعدد من المسؤولين في باكستان بشأن دور إسلام آباد في العملية، فتستطيع أن تقرأ في التصريحات الباكستانية بين السطور أن هناك تعاونا حدث بين الجانبين».

وأضاف السفير الأفغاني قائلا: «إن رجلا مطاردا بحجم بن لادن وهناك جائزة كبيرة معلنة لمن يرشد عنه، وهو موجود هو وزوجاته في منطقة شبه عسكرية قريبة من العاصمة الباكستانية، بالإضافة إلى أن التصريحات الأميركية تشكر باكستان على تعاونها. وبالتالي فإن المنطق يقول إن مقتل بن لادن تم بترتيبهم وكان هناك تنسيق لقتله».

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي في بلاده قال السفير نور إنه «لا توجد أزمة أمنية في أفغانستان.. القرى الأفغانية آمنة والاضطرابات بعيدة عن أراضينا، وإلا فلماذا لم يُقتل بن لادن في بلادنا».

وكشف عن الاستراتيجية الأميركية الخاصة بتسليح التجمعات القبلية لمواجهه حركة طالبان، بقوله إن «الذي يواجه هذه التنظيمات هي قوات التحالف الأجنبية، ولا شأن للقبائل الأفغانية بهذه المواجهات، وعند حدوث أي خلافات بين القبائل وبعضها، يكون على أثر مشكلات طبيعية من الممكن حدوثها في أي مكان».

وعن موعد خروج قوات التحالف من أفغانستان، وقدرة السلطات المحلية على السيطرة على الأوضاع الأمنية، قال السفير نصير نور إن قوات التحالف تقوم الآن بتسليم المسؤوليات الأمنية بالتدريج إلى القوات الأفغانية.. «كما أعلنت الولايات المتحدة عن الخروج التدريجي مع منتصف العام الحالي وحتى عام 2014، وهناك ترتيب بكيفية الخروج والأوضاع بعد الخروج، فيما يسمى بالشراكة المستقبلية بين أميركا وأفغانستان»، مشددا على قدرة الحكومة على حماية أمن بلادنا. وقال: «لكن على الرغم من ذلك لا بد أن يعي الجميع أن أمن أفغانستان من أمن المنطقة والعالم، ولا بد أن تهتم وتسعى دول العالم لأمن واستقرار بلادنا للحفاظ على أمن المنطقة».

أطباء مصر يبدأون إضرابا جزئيا لأربعة أيام ويلوحون بمظاهرة حاشدة في التحرير

شيخ الأزهر يزور الكاتدرائية لتفعيل مبادرة «بيت العائلة»

القاهرة: عمرو أحمد
في حين تواصلت مساعي مؤسسة الأزهر والكنيسة المصرية لاحتواء تداعيات الاشتباكات الطائفية التي تفجرت في حي إمبابة الشعبي قبل أيام، وشهدت سقوط 15 قتيلا و242 مصابا، وقعت اشتباكات محدودة بين نشطاء مسيحيين خلال اعتصامهم لليوم العاشر على التوالي أمام مبنى التلفزيون الرسمي بمنطقة ماسبيرو (وسط القاهرة)، اعتراضا على تعليق أحدهم لافتة تنادي بتعديل المادة الثانية من الدستور، والتي تنص على أن دين الدولة هو الإسلام، بينما دخل الأطباء في مصر أمس، بقوة على خط الإضرابات الفئوية، وأعلنوا إضرابهم الجزئي عن العمل لأربعة أيام، ملوحين بتنظيم مظاهرة حاشدة بميدان التحرير في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم المتمثلة في رفع ميزانية الصحة وتطهير الوزارة من قيادات وصفوها بـ«الفاسدة».

واستقبل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس، في مقره الرسمي بالعباسية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ووفدا من المشيخة، واتفقا على استمرار الجهود لحث المواطنين على التكاتف من أجل دعم الوطن ومساندته بما لا يعوق مسيرته في تعزيز وتأكيد سيادة القانون، وأهمها العدل والحرية والمواطنة.

وقالت مصادر مطلعة إن اللقاء لم يتناول «اعتصام ماسبيرو» أو أحداث العنف التي وقعت ليلة السبت الماضي، حين اعتدى مجهولون على المعتصمين باستخدام أسلحة نارية وقنابل مولوتوف. ويأتي لقاء الدكتور الطيب والبابا شنودة في إطار اجتماعات مبادرة «بيت العائلة»، التي أعلن شيخ الأزهر عن تأسيسها في يناير (كانون الثاني) الماضي عقب حادثة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، في محاولة لرأب الصدع بين عنصري الأمة. وواصل آلاف المسيحيين اعتصامهم أمام التلفزيون الرسمي بوسط العاصمة المصرية لليوم العاشر على التوالي، رافضين مطالبات البابا شنودة الثالث بفضه أو تعليقه. وقال القس سلوبتير جميل كاهن كنيسة العذراء وماري مرقص بالطوابق بمحافظة الجيزة وأحد القائمين على الاعتصام لـ«الشرق الأوسط» إن «عددا كبيرا من المسلمين متضامنون معنا، ولا أتصور أن يشكل اعتصامنا ضررا لأحد، خاصة أن مطالبنا مشروعة».

وقال أحد الشباب المشاركين في الاعتصام إن 32 محاميا مسلما ومسيحيا تقدموا ببلاغ للنائب العام ضد 8 من شيوخ السلفيين في مصر، واتهموهم بإثارة الفتنة والتحريض على استهداف المسيحيين. وشهد الاعتصام اشتباكات محدودة بين عدد من المسيحيين المعتصمين أمس، بعد اعتراض عدد منهم على تعليق أحد المعتصمين لافتات تنادي بتعديل المادة الثانية من الدستور والتي تنص على أن دين الدولة الإسلام وأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي في التشريع.

وفي غضون ذلك، دخل منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس أطباء 22 مستشفى عاما ومركزيا وأكثر من 200 وحدة صحية، في إضراب جزئي لأربعة أيام، ولوحوا بتنظيم مظاهرة لمقدمي الخدمات الطبية حال عدم استجابة الحكومة لمطالب الأطباء والتي يأتي على رأسها رفع ميزانية الصحة من 3 في المائة إلى 15 في المائة من الدخل القومي، وإقالة الوزير، بالإضافة إلى تطهير الوزارة من القيادات الإدارية التي وصفوها بـ«الفاسدة»، وتوفير الأمن بالمستشفيات التي تعرضت للاقتحام من قبل البلطجية خلال الشهرين الماضيين.

من جهته قال الدكتور عادل العدوي، مساعد وزير الصحة والسكان لشؤون الطب العلاجي، إن الوزارة أرسلت منشورا أمس، لجميع مديريات الصحة بالمحافظات، يتضمن قرارات المجلس الأعلى للصحة، خاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة الأجور، والتأكيد على أن الوزارة أرسلت كافة مطالب الأطباء لمجلس الوزراء ووزارة المالية.

وناشد المنشور الأطباء بعدم التخلي عن المرضى، والالتزام بمسؤولياتهم، خاصة في المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن التقارير التي تم إرسالها من المحافظات إلى غرفة العمليات بالوزارة، أكدت أن العمل مستمر بشكل طبيعي في عدد من المحافظات على رأسها القاهرة والجيزة والمنيا وبني سويف.

في المقابل قال الدكتور رشوان شعبان عضو اللجنة العليا لإضراب أطباء مصر إن بعض المستشفيات تلقت تهديدات من مسؤولين بوزارة الصحة ومديرياتها بالمحافظات بالوقف لمدة 6 شهور في حالة مشاركتهم في الإضراب.

وتفاوتت نسب نجاح الإضراب في المحافظات المختلفة، ففي محافظة السويس شارك نحو 80 في المائة من أطباء المراكز الطبية والمستشفيات في دعوة الإضراب، عدا أقسام الطوارئ والاستقبال.

وقال الدكتور تامر البوهي رئيس اللجنة المنظمة للإضراب بالسويس إن الأطباء المضربين يطالبون بضرورة زيادة ميزانية وزارة الصحة وزيادة دخول الأطباء مثلما تم مع وزارتي الداخلية والدفاع وأعضاء هيئة التدريس.

وفي محافظة دمياط أضرب الأطباء عن العمل بجميع العيادات الخارجية بالمستشفيات العامة والوحدات الصحية ونددوا خلال اعتصامهم بسوء الأوضاع المالية للأطباء وتدني الخدمة الصحية المقدمة للمرضى داخل المستشفيات ونقص الأدوية والتجهيزات الطبية.

وفي محافظة الدقهلية، شارك عدد محدود من الأطباء، قدر بنحو 10 في المائة من مجموع أطباء المحافظة، في الدعوة التي تبنتها النقابة العامة لأطباء مصر. وأكد الدكتور أسامة فريد محمد وكيل وزارة الصحة بالمحافظة أن العمل منتظم بصفة عامة بالمستشفيات الرئيسية والمركزية بمختلف أنحاء المحافظة، قائلا إنه «لم يتأثر إلا عدد محدود من الأطباء، بينما سار العمل بشكل طبيعي بالمستشفيات العامة والمركزية».


معارض أحوازي: طهران ترسل الحرس الثوري لقمع الاحتجاجات السورية

قال إن المرشد الإيراني أصدر تعليمات بمؤازرة نظام الأسد

القاهرة:عمرو أحمد
قال معارض أحوازي إن طهران ترسل قوات من الحرس الثوري لقمع الاحتجاجات السورية، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مرشد الثورة الإيرانية أصدر تعليمات بمؤازرة نظام بشار الأسد.

وصرح ناصر جبر، رئيس المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في غرب إيران، بأن الحرس الثوري الإيراني ينتشر في عدة مدن سورية، منها دمشق وبانياس واللاذقية، لمتابعة التطورات المتصاعدة في سوريا عن قرب، مع القيام بتدريب السوريين التابعين لنظام بشار الأسد داخل الأراضي الإيرانية منذ عام 2009. وأضاف «الآن يقوم (الحرس الثوري) بإعداد قوات بشار بأحدث التدريبات العسكرية والطرق التكتيكية للسيطرة على الاحتجاجات في المدن السورية».

وأضاف جبر عبر الهاتف أن هناك الكثير من المعلومات التي تفيد بأن أعضاء وضباطا من الجيش والشرطة السورية في الآونة الأخيرة، توجهوا إلى إيران وتم إسكانهم في معسكر «الإمام علي» التابع للحرس الثوري شمال العاصمة الإيرانية طهران، قائلا إن وحدة عسكرية من قوات القدس التابعة للحرس الثوري توجهت إلى سوريا بتعليمات من المرشد الإيراني علي خامنئي لدعم نظام بشار. وقال إن نظام طهران يعلم جيدا أن «سقوط بشار سيشكل خطرا كبيرا على نظام رجل الدين في إيران.. لهذا تدعم إيران مصلحة بقاء نظامها وليس مصلحة سوريا».

وأبدى المصدر الأحوازي دهشته من موقف إيران تجاه الثورات العربية بقوله إنه في الوقت الذي انتقدت فيه طهران دور قوات درع الجزيرة لحفظ الأمن في البحرين، وعلى الرغم من إدانة النظام الإيراني التدخل الأجنبي في ليبيا، فإن إيران في الوقت الحالي ترسل قوات عسكرية من الحرس الثوري إلى سوريا، لمساعدة النظام السوري في قمع المظاهرات الشعبية السورية.

ترحيب مصري بتأجيل إثيوبيا التصديق على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل

وفود الدبلوماسية الشعبية تعيد المياه لمجاريها

القاهرة: عمرو أحمد
رحبت مصر بقرار رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي بتأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، التي وقعت عليها 6 دول أفريقية ورفضتها مصر والسودان، حتى يتم انتخاب برلمان ورئيس للجمهورية في مصر.

وأعرب وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي عن سعادته بما أعلنه زيناوي، قائلا: «هذا ما نتوقعه من إثيوبيا». موضحا أن رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف سوف يقوم بجولة أفريقية خلال الأسبوع المقبل تشمل زيارة 3 من دول حوض النيل، هي إثيوبيا، وأوغندا، والكونغو.

وأكد زيناوي خلال لقائه مع وفد شعبي مصري على أن «سد الألفية» لن يستخدم في ري الأراضي الزراعية الإثيوبية، بل سيتم استخدامه في إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعد حاجة ملحة لبلاده، مشيرا إلى أن السد لن يؤثر على حصة مصر في مياه النيل. ونشطت مصر منذ قيام ثورة 25 يناير (يناير) على صعيد استعادة الود المفتقد مع دول منابع النيل وإيجاد نقطة لتلاقي وجهات النظر بعد أن فشلت الخارجية المصرية في النظام السابق في معالجة الأزمة. وأرسلت مصر وفدا شعبيا لأوغندا في أبريل (نيسان) الماضي. وكان الوفد المصري قد حصل على وعد من الرئيس الأوغندي بعدم التصديق على الاتفاقية الإطارية، لإفساح المجال أمام الحوار مع القاهرة.

من جانبه، قال الدكتور عزازي علي عزازي أحد أعضاء الوفد المصري الشعبي، رئيس تحرير جريدة «الكرامة» المصرية، الذي عاد إلى القاهرة أمس قادما من إثيوبيا، لـ«الشرق الأوسط»: «استقبلنا نبأ تأجيل الاتفاقية الإطارية بمشاعر لا توصف، أحسسنا وكأننا في يوم 11 فبراير (شباط) وقت تنحي الرئيس السابق مبارك».

من جهته، قال عمرو عز، أحد أعضاء الوفد، عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير، إنه منذ اليوم الأول حظينا باستقبال مشرف من قبل الجانب الإثيوبي على المستويات كافة؛ الرسمية والشعبية، مشيرا إلى أن موقف الوفد كان مع بناء السد ما دام لن يؤثر على دول المصب.

يذكر أن وفد البرلمان الشعبي كان يضم 48 عضوا من القوي السياسية والشعبية كافة في مصر، وعاد الوفد صباح أمس من الأراضي الإثيوبية، بعد زيارة استمرت أربعة أيام في إطار عودة العلاقات المصرية – الأفريقية، وتناولت قضية مياه النيل.

يضم 48 عضوا من مختلف القوى السياسية والحزبية في مصر

اهتمام إثيوبي بزيارة الوفد الشعبي المصري.. والتعاون لا يقتصر على مياه النيل

القاهرة: عمرو أحمد
التقى الوفد الشعبي المصري، الذي يزور إثيوبيا حاليا، أمس، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أبيدولا جمادا، رئيس البرلمان الإثيوبي، وكاسا تكلبيران، رئيس المجلس الفيدرالي الإثيوبي، وذلك لبحث سبل التعاون بين الجانبين المصري والإثيوبي، التي لا تقتصر على قضية مجرى مياه النيل إلى مصر.

وشهدت أديس بابا استقبالا حافلا للوفد الشعبي المصري فور وصوله، صباح أول من أمس، إلى مطار العاصمة؛ حيث استقبله كبار المسؤولين الإثيوبيين، من بينهم داود محمد، وزير الدولة للسياحة، وطارق غنيم، سفير مصر في أديس أبابا.

وعن الزيارة التي لاقت اهتماما في الصحف الإثيوبية، قال عضو الوفد د. عزازي علي عزازي، رئيس تحرير جريدة «الكرامة» المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «قوبلنا بترحيب من قبل حكومة إثيوبيا، وتحدثنا في اليوم الأول من الزيارة مع المسؤولين الإثيوبيين عن جدول أعمال الزيارة، الذي يتلخص في نقطتين، أولاهما: استعادة العلاقات التاريخية المصرية - الإثيوبية إلى طبيعتها بعد أن ساءت خلال حكم النظام السابق، والنقطة الأخرى: تطوير أوجه التعاون والتنمية بمفهومها الشامل وعدم قصر الأمر على مياه النيل، التي تعتبر فقط جزءا من منظومة كاملة للعلاقات بين البلدين».

وأضاف عزازي أن الجانب الإثيوبي أعلن من اللحظة الأولى لزيارة الوفد المصري عن تقديره لثورة «25 يناير»، كما أن المسؤولين الإثيوبيين على وعي أن لدى مصر مشكلة في المياه؛ لذا طرحوا تبادلا مشتركا حول حل مشكلة الطاقة في إثيوبيا مع الجانب المصري، الذي لديه كفاءات في هذا الجانب وتقديم خطط تنموية في هذا الشأن بين الجانبين، مضيفا: «خلال زيارتنا سنعقد عدة لقاءات مع كل من الرئيس الإثيوبي وعدد من الوزراء، وسوف يتوجه وفد البرلمان الشعبي بعد ذلك إلى إريتريا».

وتابع عزازي أن هناك تعاونا بين الرؤية الرسمية المصرية والرؤية الشعبية، مبينا أن رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف سوف يذهب قريبا إلى دول أفريقيا لبحث أوجه التعاون المشترك بين مصر والقارة السمراء.

إلى ذلك، قال سفير إثيوبيا لدى مصر محمد درير، الذي يرافق وفد الدبلوماسية الشعبية: «إن مصر وإثيوبيا مرتا بمرحلة صعبة في العلاقات، لكن البلدين يتسمان بالحكمة؛ لأننا ننتمي إلى حضارات عريقة في أفريقيا وأن أم الحضارات في أفريقيا، في إثيوبيا ومصر، ولدينا الحكمة في أن نتجاوز هذه المرحلة التي شهدت توترا في العلاقات، وأن نبدأ مرحلة جديدة من التفاؤل والتقارب أكثر وأن نعمل بشكل مشترك على أساس المنفعة المتبادلة، ونفكر بطريقة تحقيق مكاسب للجميع». وقال: «إن إثيوبيا ليست لديها نوايا للإضرار بمصر، وما تقوم به من سدود هي لتوليد الكهرباء ولعمليات الري بشكل مقبول، وإن سد الألفية يعود بالمنفعة على السودان؛ حيث يتشرد الآلاف هناك من الفيضانات، علاوة على أنه سيخفف من مشكلة تراكم الطمي ويحد من فاقد المياه بالتبخر، وأنه سيفيد مصر كذلك».

وأضاف أن «وفد الدبلوماسية الشعبية هذا يمثل أكبر وفد مصري زار إثيوبيا في التاريخ المعروف، ونتوقع في المرحلة المقبلة زيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، وما قام به شباب الثورة من عمل جبار في تاريخ مصر الحديث أتى بخطاب جديد، وهو أن من أراد الحرية لنفسه ومن أراد أن يعيش حياة كريمة، لا يستطيع إلا أن يقبل بنفس القيم والمثل للشعوب الأخرى».

يُذكر أن الوفد الشعبي يضم 48 عضوا من مختلف القوى السياسية والحزبية في مصر، من بينهم: د. السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، وحمدين صباحي وهشام البسطويسي، المرشحان لرئاسة الجمهورية، وجورج إسحاق، القيادي بحركة «كفاية»، إلى جانب عدد من شباب ثورة «25 يناير».

مصر: وجود قذاف الدم مشروط بعدم ممارسته أي عمل سياسي

نفت صحة قيامه بتجنيد مصريين للعمل كمرتزقة

القاهرة: عمرو أحمد
نفت مصر صحة قيام المنسق السابق للعلاقات المصرية - الليبية، أحمد قذاف الدم، بتجنيد مصريين للعمل كمرتزقة لمساندة نظام العقيد الليبي معمر القذافي الذي يواجه ثورة مسلحة ضد حكمه، وقالت مصر أيضا إن وجود قذاف الدم على أراضيها مشروط بعدم ممارسته أي عمل سياسي يضر بالمصالح المصرية.

وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الحاكم في مصر، في بيان بشأن الاتهامات المتبادلة بين المعارضة الليبية، وقذاف الدم ابن عم العقيد الليبي، أنه لا صحة لما تناولته وسائل الإعلام مؤخرا من قيام قذاف الدم بتجنيد بعض الشبان المصريين للعمل كمرتزقة في ليبيا. يأتي هذا بعد نحو يومين من اتهام المجلس الوطني الليبي المعارض، الذي يخوض تمردا مسلحا ضد حكم القذافي، لقذاف الدم بأنه لم يقطع علاقته بنظام القذافي، وأنه يجمع مرتزقة لقتال الثوار في المدن الشرقية التي يسيطرون عليها. ورد قذاف الدم على هذه الاتهامات يوم أول من أمس، حين قال إن اتهامات المعارضة الليبية غير صحيحة.

وأدت الملاسنات بين المعارضة الليبية وقذاف الدم الموجود في القاهرة إلى تدخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الحاكم في مصر، بالتعليق، من خلال البيان الذي أصدره الليلة قبل الماضية، وقال فيه «إنه تم السماح لقذاف الدم بالوجود في مصر دون ممارسة أي عمل سياسي يضر بمصالح مصر»، كما أكد المجلس العسكر الأعلى حرص المجلس ومصر على عدم التدخل في الشأن الليبي.

ومن جانبه قال ياسين السمالوسي، أمين عام اتحاد الثوار الليبيين في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إن إعلام القذافي استغل الخطاب الأخير لمصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي، عن أنشطة قذاف الدم في مصر، في محاولة لشق صفوف الثوار الليبيين وزرع الفتنة بينهم، بعد أن أعلن أن هناك قوى قادمة من شرق البلاد لنصرة نظام القذافي، مشيرا إلى أن القذافي «لم ولن يستطيع إثارة الفتن بين الليبيين».

في سياق آخر، أعلن السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج والهجرة واللاجئين، وصول 350 مصريا بالطريق البري عبر منفذ السلوم البري، أمس. وتحدث عن نجاح 116 مصريا في عبور الحدود الليبية - التونسية. وبالنسبة لليبيين قالت مصادر في منفذ السلوم البري إن 1693 ليبيا عبروا المنفذ في طريقهم إلى الأراضي المصرية، ليرتفع عدد الليبيين الذين وصولوا مصر منذ بداية الأحداث الأخيرة في ليبيا إلى 80394 ليبيا، بالإضافة إلى وصول 315 من رعايا الدول العربية والأجنبية عبر منفذ السلوم من بينهم 10 فلسطينيين.